العدد السادسدراسات

التوفيق بين النحاة والمفسرين في إعراب القرآن الكريم

التوفيق بين النحاة والمفسِّرين
في إعراب القرآن الكريم

محمد زامل السعدون*

مقدمة:

 

لما كان شرف العلم من شرف المعلوم فإن أشرف العلم هو العلم بالقرآن الكريم لأنه كلام الله المنزل على محمد بن عبد الله المتعبَّد بتلاوته المعجِز بنفسه المتواتر في نقله المحفوظ في المصاحف بحفظِ مَن تكلَّم به جل وعلا: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ}، فهو أحسن الحديث وأصدقه كما قال الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} وقال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}، وحيث شرّف الله تعالى هذه اللغة العظيمة اللغة العربية بهذا الشرف العظيم الذي حظيت به من الله جل وعلا حين ختم رسالاته للخلق بهذه اللغة وأرسل خاتم أنبيائه من أهلها ثم خلّدها هذا الخلود الأبدي حين تكلم الله بها وجعلها لغة خير كتبه وآخرها القرآن الكريم لتكون حجة على الخلق أجمعين، فلله الحمد والمنة والكرم. والقرآن حجة الله على خلقه، وآياته حجة بنفسها في اللغة وشاهد على كل شاهد بل وفوق كل شاهد لأنه كلام الخالق العليم الخبير، لذا كان الاشتغال في تعلم وتعليم القرآن الكريم تلاوة وتفسيرًا وفقهًا ودراية هو من أعظم العلم وأفضله وأشرفه وأعلاه قدرًا ومنزلة ورتبة، وصاحبه من خير الناس بل ممن أراد الله بهم خيرًا كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وطمعًا منا بفضل الله وكرمه وهو أكرم الأكرمين في نَيل هذه الخيرية كنتُ منذ مدة طويلة وأنا مشتغل بمطالعة آيات القرآن الكريم وإعرابها وخلال هذه المطالعة والقراءة لاحظتُ أن هناك من الآيات والجمل ما تحتمل أكثر من وجه في إعرابها بحسب ما يذكره المعربون للقرآن الكريم في كتبهم، فخطرت ببالي فكرة أن أوازن بين ما تكلم به المفسرون في تفسير هذه الآيات وبين ما ذكره النحاة من أوجه الإعراب التي تحتمله الآيات أو الجملة أو حتى الكلمة الواحدة، وأجري بينهما مقابلة وتوفيقًا بينهما لاختيار أقرب الأوجه الإعرابية للمعنى الذي تضمنته الآية أو الجملة موافقًا لقول أهل التفسير في توجيههم في تفسير القرآن الكريم حسب ما يقتضيه السياق والمضمون الذي تتحدث عنه الآيات الكريمة، لذا شرعت في اقتباس هذه الجمل أو الآيات واخترتُ أنموذجًا لهذه الجُمَل أجريتُ عليه البحث، وهو: إعراب الجمل الواقعة بعد مفردتي (بشَر مثلكم) أو (مثلنا) في القرآن الكريم. راجيًا من الله القبول وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم لا رياء ولا سمعة وأن يجعله ذخرًا لي يوم الدين الذي قال الله فيه: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. ومن الله التوفيق.

 

المبحث الأول:

لقد وردت ألفاظ (بشر مثلكم/ مثلنا) في القرآن بصيغ متعددة، هي:

1/ (بشر مثلكم).

2/ (بشر مثلنا).

3/ (لبشرين مثلنا).

والمواضع التي وردت فيه هذه الألفاظ في القرآن الكريم يمكن إجمالها على النحو التالي:

أولًا: لفظ (بشر مثلكم).

ورد في سبعة مواضع من القرآن الكريم:

[سورة إبراهيم: الآية 11]

(قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ ما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

[سورة الكهف: الآية 110]

(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).

[سورة الأنبياء: الآية 3 ]

(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ).

[سورة المؤمنون: الآية 24]

(فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ).

[سورة المؤمنون الآية 33]

(وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ).

[سورة المؤمنون: الآية 34 ]

(وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ).

[سورة فصلت: الآية 6]

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ).

ثانيًا: لفظ (بشر مثلنا).

ورد في خمسة مواضع من القرآن الكريم:

[سورة هود: الآية 27]

(فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ).

[سورة إبراهيم: الآية 10]

(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ).

[سورة الشعراء: الآية 154]

(مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).

[سورة الشعراء: الآية 186]

(وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ).

[سورة يس: الآية 15]

(قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ).

 ثالثًا: لفظ (لبشرين مثلنا).

ورد في موضع واحد من القرآن الكريم:

[سورة المؤمنون: الآية 47]

(فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ).

 

المبحث الثاني:

القاعدة المراد تطبيقها على هذه الآيات هي ما ذكرها ابن هشام: (يقول المعربون على سبيل التقريب: الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال. وشرحُ المسألة مستوفاة أن يقال: الجمل الخبرية التي لم يستلزمها ما قبلها إن كانت مرتبطة بنكرة محضة، فهي صفة لها، أو بمعرفة محضة فهي حال عنها، أو بغير المحضة منهما فهي محتملة لهما، وكل ذلك بشرط وجود المقتضي وانتفاء المانع) ([1]).

والآيات التي تنطبق عليها هذه القاعدة هي الآيات التي جاءت في سورة إبراهيم وسورة الكهف وسورة المؤمنون وسورة فصلت، وسأتناول كل آية وأحاول التوفيق بين ما قاله النحاة وبين ما قاله المفسرون، وترجيح أي الإعراب أنسب للآية في ضوء معاني القرآن الكريم وسياق الآيات التي وردت فيها.

وقبل البدء بذلك لا بد من أن أبين معنى هذه القاعدة حتى يتسنى لنا فهم إعراب النحاة لها.

تفسير مفردات القاعدة:

المقصود من النكرة هي فرد شائع في جنسه لا يختص به فرد دون الآخر بل يتناول جميع أفراد الجنس على سبيل البدلية([2])([3])  وهنا نلاحظ أن ابن هشام ذكر في هذه القاعدة قيدا مهما وهو أن تكون النكرة محضة مثل قولك جاء رجل فرجل نكرة محضة، لأنها غير موصوفة فهي شائعة في جنسها فإذا قلت جاء رجل يركض فجملة يركض في ضوء هذه القاعدة تعرب صفة للرجل، لأنه نكرة محضة لم توصف بشيء فهي شائعة في جنسها من غير قيد، أما إذا قلت جاء رجل صالح يمشي فهنا جاءت كلمة رجل نكرة مقيده بوصف وهو قولك رجل صالح فهو ليس مطلقا في جنسه بل قللت شيوع النكرة في جنسها لأنها قيدتها بكونه (رجل صالح ) وليست متناولة لجميع جنس الرجال على سبيل البدلية كقولك في الجملة الاولى (جاء رجل يركض) وهي التي لم توصف بل بقيت شائعة في جنسها وهذا فرق دقيق جدا بمعنى أن النكرة إن لم تكن محضة فهو كما قال محتملة للأمرين بين أن تكون الجملة الواقعة بعد النكرة صفة لها أو أن تكون في موضع الحال وهذه التفاتة جميلة جدا ودقيقة بنفس الوقت تدل على ارتباط النحو والاعراب بمعاني الكلمات ودلالاتها ومقاصدها وليس جمودا على اللفظ وهذا يدلك على العمق الروحي والمعنوي الذي تميزت به لغتنا العربية فهي لا تقف على مجرد الألفاظ فحسب بل تنبهك على البحث عن مقاصد الكلام ودلالاته وعند ذلك يكون الاعراب تبعا له.

معنى الصفات والأحوال:

الصفات جمع صفة هو ما يُذكرُ بعدَ اسمٍ ليُبيَّنَ بعض أَحوالهِ أَو أَحوال ما يَتعلَّقُ به.

وفائدةُ الصفة التَّفرقةُ بينَ المشتركينَ في الاسم.

ثمَّ إن كان الموصوفُ معرفةً ففائدةُ الصفة التَّوضيح. وإن كانَ نكرةً ففائدتهُ التّخصيصُ.

(فان قلت “جاء عليّ المجتهد” فقد أوضحت من هو الجائي من بين المشتركين في هذا الاسم. وإن قلت “صاحب رجلاً عاقلاً”، فقد خصصت هذا الرجل من بين المشاركين له في صفة الرجولية([4]).

معنى الأحوال جمع حال وهو الاسم المنصوبُ، المفسِّرُ لما انبهم من الهيئات([5]).

افاد التعريف أن الحال يبين هيئة صاحب الحال وقد ذكر النحاة أنه من شروط الحال أن يكونَ صفةً مُنتقلةً، لا ثابتةً (وهو الأصلُ فيها)، نحو “طلعت الشمسُ صافيةً”. وقد تكونُ صفةً ثابتةً، نحو “هذا أَبوكَ رحيماً([6]).

معنى كلمتي (بشر مثلكم / مثلنا):

أي من جنسكم، إنسان مثلكم في صوركم وخلقكم. وكلمة مثلكم نعت لها وإضافة مثلكم إلى الضمير لم تزدها معرفة لأنّه موغل في التنكير([7]).

ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن الكفار عللوا رفضهم لدعوة الانبياء والمرسلين بأن الله تعالى جعل الرسل من الجنس البشري وليس من الجنس الملائكي وقد ذكر الله تعالى في كتابه هذا المانع المتوهم في زعم الكفار لصد الناس عن دعوة الرسل بأنهم بشر مثلهم ولم يكن الرسل من جنس الملائكة بمعنى أن هؤلاء طلبوا أن يكون الرسل من جنس أخر غير الجنس البشري قال تعالى عنهم: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} وقال تعالى: {قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} وقال تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ * وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ}، فذكر الله تعالى الشبهة التي منعتهم من عدم استجابتهم للرسل أنهم بشر مثلهم من نفس الجنس بمعنى اخر انهم ارادوا ان يكون الرسل من غير جنسهم او ان يكون الرسل متصفين بأوصاف تميزهم عن جنس البشرية الذي يتصفون به هم لذلك اقترحوا اوصافا معينة تعنتا منهم وتكبرا وجعلوها شرط في ايمانهم وتصديقهم للرسل فقال تعالى عن تعنتهم: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا)وقال تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقرآن مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا * وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا)، وهناك آيات أخرى كثيرة تدل على هذا المعنى. ومن هنا يتبين الآتي: أن كلمة مثلكم في هذه الآية هل جاءت لتقيد معنى البشرية التي يتصف بها الرسول وتخصه بوصف يقلل شيوعه في جنسه البشري ام جاءت لتوكيد معنى البشرية في مقابل ما اقترحوه من الصفات والاوصاف التي اشترطوها في ايمانهم وتصديقهم بالرسل فالذي يظهر والله اعلم الثاني وان المجيء بكلمة (مثلكم) انما جاء من اجل هذا المعنى وليس لتقليل شيوع النكرة في جنسها وجعل بشرية الرسل وصفا خاصا بهم يتميزون به عن غيرهم من البشر وتقلل من شيوع كلمة بشر في جنسها.

 

المبحث الثالث:

بعد بيان مدلول الكلمة وبيان السياق الذي من أجلها جيء بها في هذه الآيات (بشر مثلكم) أشرَع في تطبيق تلك القاعدة النحوية التي ذكرها ابن هشام في كتابه “مغني اللبيب” على الجمل التي جاءت بعد هاتين المفردتين في القرآن الكريم وترجيح الإعراب الذي نراه أوفق في إعراب الجمل الواردة بعد ها والتي تنطبق عليها القاعدة النحوية التي ذكرها ابن هشام رحمه الله فأقول وبالله التوفيق:

[سورة إبراهيم: الآية 10]

(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ).

[سورة الكهف: الآية 110]

(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).

جاءت لفظ بشر نكرة موصوفه (قل انما انا بشر مثلكم) فهنا كلمة بشر نكرة ولكن ليست محضة لانها وصفت ب (مثلكم) وجاءت بعدها جملة (يوحى الي ) فهنا على ضوء القاعدة التي ذكرها ابن هشام رحمه الله احتملت هذه الجملة (يوحى الي)أما ان تكون في محل نعت لبشر لأنها نكرة موصوفه فليست محضا واما أن تكون في محل حال لبشر او على كليهما وهنا يأتي دلالات الكلام ومقاصده في ترجيح أحد هذين الاحتماليين

والذي يترجح في اعراب هذه الجملة (يوحى الي) بعد قوله تعالى (قل انما انا بشر مثلكم ) هو ان تكون في موضع نعت ل(بشر مثلكم) وذلك لأنه كما بينا ان معنى بشر مثلكم أي من جنسكم ليس من جنس الملائكة وليس له من صفات الله شيء فهو لا يعلم الغيب وليس له من العلم الا ما علمه الله وهذه هو فقط ما يتميز به رسل الله تعالى عن باق بني جنسهم من البشر كونهم قد اختارهم الله تعالى للرسالة والوحي وعليه فالأوفق في اعراب قوله تعالى في هذه الآية (يوحى الي) أن تكون في موضع الصفة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنها الوصف الذي يميز به رسل الله تعالى عن بقيت البشر.

أقوال المفسرين:

  1. قال الطبري: يقول تعالى ذكره: قل لهؤلاء المشركين يا محمد: إنما أنا بشر مثلكم من بني آدم لا علم لي إلا ما علمني الله وإن الله يوحي إليّ أن معبودكم الذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، معبود واحد لا ثاني له، ولا شريك([8]).
  2. قال ابن عاشور: فالحصر في قوله {إنما أنا بشر مثلكم} قصر الموصوف على الصفة وهو إضافي للقلب، أي ما أنا إلاّ بشر لا أتجاوز البشرية إلى العلم بالمغيّبات. وأدمج في هذا أهم ما يوحي إليه وما بعث لأجله وهو توحيد الله والسعي لما فيه السلامة عند لقاء الله تعالى. وهذا من ردّ العجز على الصدر من قوله في أوّل السورة {لينذر بأساً شديداً من لدنه} إلى قوله {إن يقولون إلا كذباً} [الكهف: 2 5]. وجملة {يوحى إلي} مستأنفة، أو صفة ثانية لـ {بشر}([9])
  3. قال الآلوسي: إشارة إلى جهة مشاركته صلى الله عليه وسلم للناس وجهة امتيازه ولولا تلك المشاركة ما حصلت الإفاضة ولولا ذلك الامتياز ما حصلت الاستفاضة([10]).

ومن هنا يتبين أن معنى هذه الآية انما المراد بها ان الانبياء انما هم من جنس البشر وليس من الملائكة وليس لهم من الصفات التي اقترحوها اولئك عليهم من علم الغيب وانزال الملائكة وغيرها وعليه يكون اعراب الجملة (يوحى الي )اما ان تكون نعتا لبشر واما ان تكون خبرا ثانيا ل (انا ) واما جملة استئنافيه وبهذا جاءت كتب إعراب القرآن الكريم.

[سورة المؤمنون: آية 24]

(فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ)

جاءت جملة (يريد أن يتفضل عليكم) بعد قوله بشر مثلكم فما الذي يترجح من اعراب هذه الجملة في موضع الوصف ام الحال ام في كليهما؟

الذي يترجح أن هذه الجملة في موضع الحال وليس صفة (بشر مثلكم)وهذا يتبن من سياق هذه الآية فهي قول للملأ الذين كفروا بالرسل يريدون بها انتقاص الرسل وانهم ما جاء بدعوى النبوة والرسالة الا من اجل للحصول على الرئاسة والتصدر والزعامة الدنيوية عليهم لذلك قالوا بعدها مباشرة (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً) وجاء في موضع اخر مشابه لهذا الادعاء على الانبياء والمرسلين (وتكون لكما الكبرياء في الارض) وبما ان هذا القول هو افتراء وليس له وجه من الصحة فالرسل عليهم السلام ما جاءوا ابدا طلبا للرئاسة والتزعم في الدنيا بل كانوا ابسط الناس واكثرهم تواضعا وزهدا في الدنيا وما فيها والشواهد على ذلك كثيره منها قول الله تعالى لرسوله (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) ومن هذا التعليل يتبين ان الاوفق في اعراب هذه الجملة ان تكون في موضع الحال وليس هي وصف لرسل الله تعالى وانما هي حال ادعوها هؤلاء الكفار على رسل الله تعالى وقد كذبتهم بذلك الاوصاف العظيمة التي اتصف بها رسل الله تعالى، والله أعلم.

أما أقوال المفسرين فإليك ما قالوه في هذه الآية:

  1. قال الطبري: إنما هو إنسان مثلكم وكبعضكم (يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ) يقول: يريد أن يصير له الفضل عليكم، فيكون متبوعا وأنتم له تبع([11]).
  2. قال ابن كثير: فقال الملأ -وهم السادة والأكابر منهم-: { مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } يعنون: يترفع عليكم ويتعاظم بدعوى النبوة، وهو بشر مثلكم([12]).
  3. قال أبو حيان: { فقال الملأ } أي كبراء الناس وعظماؤهم، وهم الذين هم أعصى الناس وأبعدهم لقبول الخير. { ما هذا إلاّ بشر مثلكم } أي مساويكم في البشرية([13]).
  4. قال الزمخشري: {أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} أن يطلب الفضل عليكم ويرأسكم، كقوله تعالى: {وَتَكُونَ لَكُمَا الكبرياء في الأرض}([14]).
  5. قال الرازي:

الشبهة الأولى: قولهم: { مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ } وهذه الشبهة تحتمل وجهين: أحدهما: أن يقال إنه لما كان مساوياً لسائر الناس في القوة والفهم والعلم والغنى والفقر والصحة والمرض امتنع كونه رسولاً لله، لأن الرسول لا بد وأن يكون عظيماً عند الله تعالى وحبيباً له، والحبيب لا بد وأن يختص عن غير الحبيب بمزيد الدرجة والمعزة، فلما فقدت هذه الأشياء علمنا انتفاء الرسالة والثاني: أن يقال هذا الإنسان مشارك لكم في جميع الأمور، ولكنه أحب الرياسة والمتبوعة فلم يجد إليهما سبيلاً إلا بادعاء النبوة، فصار ذلك شبهة لهم في القدح في نبوته، فهذا الاحتمال متأكد بقوله تعالى خبراً عنهم { يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } أي يريد أن يطلب الفضل عليكم ويرأسكم كقوله تعالى: { وَتَكُونَ لَكُمَا الكبرياء في الأرض } [ يونس: 78 ].

الشبهة الثانية: قولهم: { وَلَوْ شَاء الله لأنزل ملائكة } وشرحه أن الله تعالى لو شاء إرشاد البشر لوجب أن يسلك الطريق الذي يكون أشد إفضاء إلى المقصود، ومعلوم أن بعثة الملائكة أشد إفضاء إلى هذا المقصود من بعثة البشر، لأن الملائكة لعلو شأنهم وشدة سطوتهم وكثرة علومهم، فالخلق ينقادون إليهم، ولا يشكون في رسالتهم، فلما لم يفعل ذلك علمنا أنه ما أرسل رسولاً ألبته([15]).

  1. قال الآلوسي: فقال الملأ لعوامهم { مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ } أي في الجنس والوصف من غير فرق بينكم وبينه وصفوه عليه السلام بذلك مبالغة في وضع رتبته العالية وحطها عن منصب النبوة، ووصفوه بقوله سبحانه: {يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} إغضاباً للمخاطبين عليه عليه السلام وإغراءً لهم على معاداته، والتفضل طلب الفضل وهو كناية عن السيادة كأنه قيل: يريد أن يسودكم ويتقدمكم بادعاء الرسالة مع كونه مثلكم، وقيل: صيغة التفعل مستعارة للكمال فإنه ما يتكلف له يكون على أكمل وجه فكأنه قيل: يريد كمال الفضل عليكم([16]).
  2. قال ابن عاشور: {يُريد أن يتفضل عليكم} فإن سادة القوم ظنوا أنه ما جاء بتلك الدعوة إلاّ حباً في أن يَسُود على قومهم فَخَشُوا أن تزول سيادتهم وهم بجهلهم لا يتدبرون أحوال النفوس ولا ينظرون مصالح الناس ولكنهم يقيسون غيرهم على مقياس أنفسهم. فلما كانت مطامح أنفسهم حبّ الرئاسة والتوسل إليها بالانتصاب لخدمة الأصنام توهموا أن الذي جاء بإبطال عبادة الأصنام إنما أراد منازعتهم سلطانهم. والتفضل: تكلف الفَضل وطلبه، والفضل أصله الزيادة ثم شاع في زيادة الشرف والرفعة، أي يريد أن يكون أفضل الناس لأنه نسبهم كلهم إلى الضلال([17]).

[سورة المؤمنون: آية 33]

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}.

في هذه الآية جاءت جملة (يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون) بعد (بشر مثلكم) فما الذي يترجح من اعرابها ان تكون في موضع صفة ام حال أم في كليهما؟

والذي يترجح أن الآية محتملة لكلا الاعرابين ولا مرجح لاحدهما على الاخر فاذا اعربنا هذه الجملة في موضع صفة فالأكل والشرب من الصفات اللازمة للجنس البشري الذين منهم الانبياء والمرسلين فهي من مقتضى بشريتهم التي اتصفوا بها عليه الصلاة والسلام.

وإذا أعربنا بموضع الحال فهي ايضا موافق لهيئة البشر وحالهم فهم لا يأكلون ويشربون بكل وقت على الدوام وبدون انقطاع ولكنهم يأكلون عند الحاجة والرغبة فالأكل والشرب حالة يتصف بها الانسان من وقت لأخر فوافق ان تكون الجملة في موضع الحال وتكون الآية لكلا المعنيين هو من جوامع الكلم الذي تضمنه كلام الله تعالى. والله الموفق.

[سورة فصلت: الآية 6]

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ}.

والقول في هذه الآية هو القول نفسه في الآية الواردة في سورة الكهف.

والحمد لله رب العالمين.

 

المصادر والمراجع:

1 – محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، تفسير البحر المحيط، لبنان/ بيروت، دار الكتب العلمية. 1422هـ.

2 – أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، بيروت، دار الكتب العلمية. 1419هـ.

3 – محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي،:التحرير والتنوير، تونس، الدار التونسية للنشر، 1984هـ.

4 – محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، مؤسسة الرسالة. 1420هـ.

5 – محمود بن عبد الرحيم صافي، الجدول في إعراب القرآن الكريم، دمشق، دار الرشيد. 1418 هـ.

6 – مصطفى بن محمد سليم الغلايينى،جامع الدروس العربية، صيدا – بيروت، المكتبة العصرية. 1414 هـ.

7 – شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت، دار الكتب العلمية. 1415 هـ.

8 – ابن هشام عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله ابن يوسف، شرح قطر الندى وبل الصدى، القاهرة. 1383.

9 – أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، بيروت، دار إحياء التراث العربي.

10 – ابن هشام عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله ابن يوسف، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، دمشق، دار الفكر. 1985.

11 – فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي، مفاتيح الغيب، بيروت، دار الكتب العلمية. 1421 هـ

12 – ابن آجُرُّوم، محمد بن محمد بن داود الصنهاجي، متن الأجرومية، دار الصميعي. 1419هـ.

13 – حمد بن حمدي الصاعدي، المطلق والمقيد، المملكة العربية السعودية، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. 1423هـ.

 

محمد زامل السعدون

* باحث في العلوم الإسلامية، من العراق. إمام وخطيب جامع السعدون بِواسط.

 

______________الحواشي____________

[1] (ابن هشام، مغني اللبيب،560)

[2] (حمد الصاعدي ، المطلق والمقيد ، 118 )

[3] (ابن هشام ، شرح قطر الندى ، 93 )

[4] (مصطفى الغلاييني ، جامع الدروس ، 3/82)

[5] (ابن آجروم، متن الآجرومية ، 19) 

[6] ( مصطفى الغلاييني ، جامع الدروس ، 3/ 83)

[7] (محمود الصافي ، الجدول في إعراب القرآن الكريم ، 17/ 4)

[8] (أبو جعفر الطبري ، جامع البيان )

[9] (الطاهر بن عاشور ، التحرير والتنوير )

[10] ( الألوسي ، روح المعاني )

[11] ( ابن جرير الطبري ، جامع البيان )

[12] ( ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم )

[13] ( أبو حيان الأندلسي ، البحر المحيط )

[14] (الزمخشري ، الكشاف)

[15] ( الفخر الرازي، التفسير الكبير )

[16] ( الألوسي ، روح المعاني )

[17] ( الطاهر بن عاشور ، التحرير والتنوير )

 

___________________________________________________________________________________________

اقرأ أيضًا:

رسالة في استثناء {إلا ما شاء ربك}

تجربتي في ترجمة الأدب الحديث

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى