أرجوزة في العلل والزحافات
لبحرق الحضرمي (ت 930هـ)
تحقيق: سلام رحال
تقدمة:
إن هذه الأرجورة تتضمن مجموعة من القواعد العروضية التي يعنى بها الشاعر أو الدارس على وجه الخصوص، استحوذت على أكبر قدر ممكن من العلل والزحافات التي من شأنها أن توضح وظيفتها وكيفية ظهورها في القصيدة الشعرية.
ومن الجدير بالذكر أنها تسهل على الدارسين معرفة هذه القواعد وماهية هذه المصطلحات، كما تيسر على الطلبة حفظها، حتى يلموا بمجمل المصطلحات العروضية الخاصة بالعلل والزحافات؛ فهذه المنظومة هي منظومة تعليمية تقدّم إرثًا طيبًا للدارس المتخصص.
المؤلف:
صاحب هذه الأرجوزة هو محمد بن عمر بن مبارك الحميري الحضرمي الشافعي، الشهير ببحرق، من علماء القرنين التاسع والعاشر الهجريين (869-930هـ = 1465-1524م)، ولد في حضرموت وتعلم الفقه بالإضافة إلى الأدب، ويُعد من الزهاد المتصوفة، رحَل إلى مدن كثيرة لطلب العلم كان آخرها الهند، وله العديد من المؤلفات، منها: (تبصرة الحضرة الشاهية الأحمدية بسيرة الحضرة النبوية)، و(حلية البنات والبنين فيما يحتاج إليه من أمر الدين)، و(نشر العلَم في شرح لامية العجَم)، و(تحفة الأحباب)، وكتَب في علوم الشريعة والأدب، وله شعر جيد([1]).
المخطوطة:
تعود هذه الأرجوزة إلى محفوظات مكتبة جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهي متاحة على موقعها الإلكتروني، وتحمل الرقم المرجعي: (13020،416-5)، وتقع ضمن مجموعة خطية مرقمة الصفحات، وهي فيها في الصفحة (48)، وناسخها هو محمد بن صلاح بن علي مشحم، وتاريخ نسخها لم يصـرح به، ولكن بالمقارنة مع ما صرح به فيما قبلها وما بعدها فيبدو أنها نسخت سنة (1220هـ).
عملي في التحقيق:
قمتُ بنسخ المخطوطة، التي تحتوي الأرجوزة المتكونة من عشـرين بيتًا، وراعيت في كتابتها القواعد الإملائية المعاصرة، ثم حشّيت عليها بحواشٍ توضّح مصطلحاتها، معتمدةً في ذلك على كتابٍ جامعٍ لها وهو كتاب: المرشد الوافي في العروض والقوافي، لمحمد حسن عثمان، طبعة دار الكتب العلمية، لبنان (2004م).
كما قدّمتُ بمقدمة مختصرة تعرِّف بالأرجوزة وصاحبها.
النَّصُّ المُحَقَّق:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأبيات للعلامة محمد بن عثمان بن مبارك الشهير ببحرق الحضرمي، في حصر علل الزحاف:
هاكَ على اسْم اللهِ قولًا مجملا
في علل الزحاف أو مفصّلا
فالطيُّ[2] حذف رابعٍ قد سكَنا
فاحفظْه واحفظْ ما أتى مبيَّنا
ثلاثةٌ بالثانِ أي مختصُّ
الخبنُ[3] والإضمار[4] ثمّ الوَقْصُ[5]
ومثلها في خامسٍ إذ يتلو
القبضُ[6] ثمّ العقصُ[7] ثمّ العقلُ[8]
وهكذا في سابعٍ إذ يقفو
الكفُّ[9] ثم الوقفُ[10] ثم الكشفُ[11]
فرتّبنَّ هذه التسعُ كذا
إسقاطه إسكانه إسقاط ذا
والخبنُ مع كفٍّ يسمى الشكلا[12]
والخبن معْ طيٍّ يسمى الخبلا[13]
والعصبُ[14] معْ كفٍّ يسمى النقصا[15]
والطي والإضمار خزلًا[16] يُحـصَى
والحذفُ والقطع يسمّى البترا[17]
والقبضُ والخرمُ[18] يسمّى الشترا[19]
وفي الخماسيِّ يسمّى الثرما[20]
لأن فيه الخرم سمّي ثلما[21]
والقصرُ[22] من ساكن الخفيف معْ
إسكان ما يليه حيثما وقعْ
والقطعُ[23] جاء في الوتد المجموعِ[24]
كالقصـر في الأصول والفروعِ
وسمِّ إسقاط الخفيف الحذفا[25]
وإن تُسكِّن ما يليه القطفا[26]
وحذفُكَ المفروقَ[27] والمجموعا
صلمًا[28] وحذَّا[29] فاحفظ الجميعا
وسمِّ ما يسلمُ منها سالما
والتام[30] ما جاء على الأصل وما
يُحذفُ منه النصفُ أو جزآنِ
بالشطر[31] ثم الجزء والثلثانِ
بالنهكِ[32] والإشباعُ والتذييلُ[33]
زيادةً وهكذا الترفيلُ[34]
فالأولان أن يزاد حرف مدْ
في آخر من سبب أو من وتدْ
وحيث زيدَ في خفيف يكملُ
به خفيف فهو المرفَّلُ
فهذه أسماء ما لا بدُّ
منها ثلاثون حواها العدُّ
الهوامش:
[1] يُنظَر: الأعلام، للزركلي، ج6، ص315.
[2] هو حذف الرابع الساكن مثل (مستفعلن) تصبح (مستعلن).
[3] حذف الثاني الساكن من التفعيلة (مستفعلن) لتصبح (مُتفعلن).
[4] تسكين الثاني المتحرك من تفعيلة (مُتَافعلن) لتصبح (مُتْفاعلُن).
[5] حذف الثاني المتحرك، ويدخل فس (متفاعلن) فقط، فتصير (مُفاعلُن).
[6] حذف الخامس الساكن من تفعلية (مفاعيلن) لتصير (مفاعلن).
[7]إذا دخلت (مُفاعلَتُن) المنقوصة، فتصبح (فَاعَلتُ)، وذلك في الوافر.
[8] حذف الخامس المتحرك، في (مُفاعَلَتُن) فقط، فتصير (مُفاعَتُن).
[9] حذف السابع الساكن، مثلا (فاعلاتن) تصبح (فاعِلاتُ).
[10] تسكين السابع المتحرك، مثلا: (مفعولاتُ) تصبح (مفعولاتْ).
[11] حذف السابع المتحرك، مثلا (مفعولاتُ) تصير (مفعولا).
[12] الشكل: حذف الثاني والسابع الساكنين من التفعيلة.
[13] الخبل: حذف الثاني والرابع الساكنين من التفعيلة (مستفعلن) لتصير (مُتعلُن).
[14] تسكين الخامس المتحرك في (مفاعلتن) فقط لتصير (مفاعلْتُن).
[15] تسكين الخامس وحذف السابع الساكن، ويدخل مُفاعلَتُن، فتصير مُفاعَلتُن.
[16] الخزل: تسكين الثاني المتحرك وحذف الرابع الساكن من التفعيلة.
[17]البتر: اجتماع الحذف والقطع، مثال: (فعولُن) تصير(فَعْ).
[18] الخرم: إسقاط أول الوتد المجموع في صدر الشطر الأول.
[19] الشتر: من أنواع الخرم وهو إذا دخلت (مفاعيلن) المقبوضة في صدر الشطر الأول، فتصبح (فاعيلُ).
[20] الثرم: من أنواع الخرم، وهو إذا دخل (فعولن) المقبوضة، في صدر الشطر الأول، فتصبح (عولُ)، وذلك في المتقارب والطويل.
[21] الثلم: من أنواع الخرم وهو إذا دخلت (فعولن) السالمو في صدر الشطر الأول، فتصبح (عولن) وذلك في المتقارب والطويل.
[22] القصر: حذف ساكن السبب الخفيف، وإسكان ما قبله مثل: (مفاعيلن) تصير (مفاعيلْ).
[23] القطع: حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله مثل: (فاعلن)، لتصير (فاعلْ).
[24] الوتد المجموع: متحركين ثم ساكن، مثل: (نَعَمْ).
[25] الحذف: إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة، مثال: (مفاعيلن) تصير (مفاعي).
[26] القطف: اجتماع العصب مع الحذف مثاله: (مفاعلتن) تصير (مفاعلْ).
[27] الوتد المفروق: متحركين بينهما ساكن، مثاله: (قَالَ).
[28] حذف الوتد المفروق من آخر التفعيلة، مثال: (مفعولات) تصير (مفعو).
[29] الحذذ: هو حذف الوتد المجموع من آخر التفعيلة.
[30] البيت التام: ما استوفى كلّ أجزائه بلا نقص.
[31] المشطور: ما حذف نصفه وبقي نصفه.
[32] المنهوك: ما حذف ثلثاه وبقي ثلثه.
[33] التذييل: زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع، مثلا: (متفاعلن) تصير (متفاعلان).
[34] الترفيل: زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع مثل: (فاعلن) تقلب النون ألفًا: (فاعلاتن).
اقرأ أيضًا:
2 تعليقات