في رثاء السرحان
في رثاء السرحان
السيد أحمد عبد الكريم النعيمي
(عضو اتحاد المؤرّخين العرب)
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].
عِلمٌ على عِلم، وفِقه على تفقُّه وطروس محقَّقة وأسفار موثَّقة جمعَ فيهنّ وبهنّ ومعهنّ ضوابط القضاء والقضاة إلى عِلم الاجْتهاد في الشهود والشهادة حتى أنبتَ كتبه من مؤلّفة ومحقَّقة، فكان هو محيي هلال السرحان..
الذي اقول فيه في شهادتي عنه رحمه الله تعالى:
القَلبُ فيهِ أوان * عن فضلهِ ترجمان
قالوا :” ومَن ذاك؟”، قلـ *ــت: “مُحيي هلال السَرحان”
ومنذ أول مؤلفاته إلى آخرهن:
- تحقيق مخطوطات العلوم الشرعية.
- القواعد الفقهية ودورها في إثراء التشريعات الحديثة.
- أصول تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية.
- الشهادتان: معناهما وفضيلتهما وأحكامهما والتوحيد بهما.
- النظرية العامة للقضاء في الإسلام.
- الوجيز في اللغة العربية
- أصول البحث وتحقيق النصوص في العلوم الإسلامية.
- المكتبة وأصول البحث، كتاب مشترك.
- الخطابة، كتاب مشترك.
- مناهج المفسِّرين، كتاب مشترك.
- دروس في قواعد اللغة العربية وآدابها، كتاب مشترك.
- الفقه الإسلامي.
فتحقيقاته:
- أدب القاضي، للماوردي.
- شرح أدب القاضي لابن الخصاف.
- تسهيل النظر وتعجيل الظفر، للماوردي.
- أدب القضاء، لابن أبي الدم الحموي.
- أدب الفتيا، للسيوطي.
- أدب الشهور، لابن سراقة العامري.
- مرشدة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين، للطبلاوي.
- تحفة نجباء العصر في أحكام النون الساكنة والتنوين والمد والقصر، لزكريا الأنصاري.
- طبقات الحنفية، لعلي الحنائي.
- التلخيص في تفسير القرآن العظيم، لموفق الدين الموصلي المعروف بالكواشي.
- أجزاء من سير أعلام النبلاء للذهبي، بالاشتراك مع عدد من المحققين، بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط.
ومقالاته في المجلات المتخصصة العراقية والعربية، وهو يقود مشيخة التحقيق بنمط فذ، أتعب مَن تلاه، لما فيه من همة وهمم، وقمة في التحقيق وقمم، وإذْ أرثيه أرثي تحقيق وتدقيق مخطوطات العلوم الشرعية عامة ومخطوطات أدب القضاء والشهود وخاصة.
ولقد كانت لي معه الكثير من الذكريات الجميلة والجلسات العلمية وقد استفدت منه ومن غزارة علمه، وهو يعاملني كأحد أولاده، ولا يمل من أسئلتي الكثيرة، ويجيبني عليها بكل لطفٍ وأدب، فقد كان من أكثر الناس تواضعًا وزهدًا وخلقًا فاق كل أقرانه ممن عرفتهم، وكم كان يبارك لي جهدًا أو مؤلفًا ويسد لي نقصًا ويصلح لي خطأً بالنصيحة والبينة وباليسر واللين.
لله درك يا شيخي ويا أستاذي ويا قدوتي..
ولا يسعني إلا أن أدعوا لك ربي وأقول:
اللهم ارحمه واغفر له ووسّع نزله وأسكنه فسيح جناتك إنك أنت السميع المجيب.
وقلت في فقده حزينًا مفجوعًا رحمه الله تعالى:
إليكَ أيا “محي الهلال” مراثيًا
يَجيشُ بهنَ القلبُ مني ويرجعُ
لرحمةِ رب العرشِ قد رحتَ ماضيًا
ومالي سوى الرَحمن للسؤلِ يَسمعُ
لقد كنتَ بينَ الناسِ فذًا مُحققًا
تراث الهُدى والدين تُملي وتطبعُ
لكَ اللهُ من طيبٍ جَميل ومحضرٍ
كريم ومن علمٍ يقالُ ويطبعُ
اللهم تقبّله عندك واحشره في زمرة العلماء الأبرار يا أكرم الأكرمين.
السيد أحمد عبد الكريم النعيمي
(عضو اتحاد المؤرّخين العرب)
___________________________________________________________________________________
اقرأ أيضًا:
كائنات لا نعرف ماذا تعمل
التقاطة