مفردات ألفاظ الحجاج في القرآن الكريم
مُفردات ألْفاظ الحِجاج في القُرآن الكريم
شيماء حازم محمد*
المقدّمة
خُلق الإنسانُ وجُعل ميّالًا إلى الحجاج حتّى صار سمةً فيه؛ لذا فإنّه -بحكم طبعه- يسعى إلى تحقيق أهدافه بتوظيف المحاجّة في خطابه.
لذا، فإنّ الحِجاج هو ممارسة لغويّة تواصليّة، وحاجة بشريّة، يلجأ إليه الإنسان في كلّ شؤون حياته: في ساحات القضاء، وقاعات الدّرس، والبيت، والعمل، والشّارع…إلخ، إمّا دفاعًا عن رأيه، وإمّا إقناعًا للآخرين بصحّة رأيه، وإمّا تبريرًا لفعله… إلخ، ومن ثَمَّ، فهو ذو وظيفة اجتماعيّة تواصليّة، يجتهد الإنسان في تحقيق مقاصده وأهدافه الّتي خطّط لها من خلاله، مستثمرًا في ذلك كلّ طاقات اللّغة التّعبيريّة([1]).
ولمّا نزل القرآن الكريم في بيئة عربيّة؛ صار أهلها ينزعون إلى الفصاحة، فعُنوا بلغتهم وأُسلوب خطابهم.
والبحث في ألفاظ القرآن الكريم والتّدبّر في معانيه جهد لا ينضب، ولا يخيب رجاء من خاض فيه.
دلالة الحجاج في اللّغة والاصطلاح:
أولًا: الدّلالة المعجميّة اللّغويّة للفظ الحجاج:
وردت لفظة (الحجّة والحجاج) في مدلولهما اللّغويّ في معاجم العربيّة بعدّة معانٍ: كالقصد، والغلبة، والسّنّة، وغيرها…
وعند ابن فارس (ت395هـ): “(حج) الحاء والجيم أُصول أربعة، فالأوّل: القصد، وكلّ قصدٍ حجٌّ … وممكن أن يكون الحُجّة مشتقّة من هذا؛ لأنّها تُقْصَد، أو بها يُقْصَد الحقُّ المطلوب، يقال: حاججتُ فلانًا، فحججته، أي: غلبتُه بالحجّة، وذلك الظّفر يكون عند الخصومة، والجمع: حُجَج، والمصدر: الحِجَاج…، والأصل الآخر: الحِجّة، وهي السّنَة، وقد يمكن أن يُجمع هذا إلى الأصل الأوّل؛ لأنّ الحجّ في السّنة لا يكون إلّا مرَّةً واحدة، فكأنّ العامّ سُمِّي بما فيه من الحَجّ حِجّة، والأصل الثّالث: الحِجَاجُ، وهو العظم المستدير حول العين، يُقال للعظيم الحِحَاجِ: أحَجُّ، وجمع الحِجَاج: أحِجَّة…، والأصل الرّابع: الحَجْحَجة النُّكوص”([2]).
وقد ورد في أساس البلاغة (ت538هـ): “حاجّ خصمَه فحجّه، وفلان خصمه مَحْجُوجٌ”([3])، أي: مغلوب، والشّخص المتكلّم الغالب المحاجج، والسّامع المحاجج المغلوب، أي: أنّه اقتنع بحجّة المتكلّم.
وما يزيد هذا المعنى قوّة ما أورده ابن منظور (ت711هـ)، بقوله: “الحجّة: البرهان، وقيل: الحجَّة: ما دُفِعَ به الخصم، ورجلٌ محاجج، أي: جدل، والتّحاج: التّخاصم، واحتجّ بالشّيء اتّخذه حجّة”([4]).
ويظهر من هذا أنّ الحجاج يكون لخصومة، وهذا ما دلّت عليه كلمة (غلبة)، وتكون الغلبة في الكلام والخطاب للّذي يُقيم الحجّة والبرهان على صحّة ما يدّعي، فيكون مرادفًا للجدل، والجامع بين معنيي اللّفظين: (المخاصمة، والمنازعة) مع “أنّ فعل حاجَّ لا يستعمل غالبًا إلّا في معنى المخاصمة، وأنَّ الأغلب أنّه يفيد الخصام بباطل”([5])، فإنّ ابن منظور يجعل (الحجاج) مرادفًا للجدل صراحة، بقوله: “هو رجل محاجج، أي: جَدِلٌ”.
ومهما يكن من أمر، فإنّ المفهوم اللّغوي قاصر وضيّق المجال، لا يحوي مفهوم الحجاج ([6]).
ثانيًا: الدّلالة الاصطلاحيّة للفظ الحجاج:
تداولت كتب التّراث العربيّ الإسلاميّ مصطلح الحجاج، أو الاحتجاج، أو المحاجّة في عدّة مجالات، وفي عدّة علوم، وخاصّة في مسائل الفكريّة والفلسفيّة الّتي كثيرًا ما يعتريها الخلاف في وجهات النّظر والتّأويل، وهكذا نجده مستعملًا في علوم كُثر، نحوًا، ولغةً، وقراءةً، وحديثًا، وفقهًا، وأُصولًا،…إلخ.
وقبل أن نعرّف الدّلالة الاصطلاحيّة للحجاج يجدر بنا أن نستأنس بما قاله العلماء قديمًا وحديثًا، إذ عرّف أبو هلال العسكريّ (ت400هـ) الحجّة والاحتجاج: “الحُجَّةُ: هي الاستقامة في النّظر، والمضي فيه على سَنَن مستقيم من ردّ الفرع إلى الأصل، وهي مأخوذة من المَحَجَّة، وهي الطّريق المستقيم، وهذا هو فعل المستدلّ…؛ لأنّ الحُجَّة مشتقّة من معنى الاستقامة في القصد حجّ يحجّ إذا استقام في قصده…، والاحتجاج: هو الاستقامة في النّظر على ما ذكرنا، سواء كان من جهة ما يطلب معرفته، أو من جهة غيره”([7]).
وقال أبو الوليد الباجي (ت474هـ): “وهذا العلم من أرفع العلوم قدرًا، وأعظمها شأنًا؛ لأنّه السّبيل إلى معرفة الاستدلال، وتمييز الحقّ من المحال، ولولا تصحيح الوضع في الجدل لما قامت حجّة، ولا اتّضحت محجّة، ولا عُلِمَ الصّحيح من السّقيم، ولا المِعوَّج من المستقيم”([8]).
وعرّف الجرجانيّ (ت816هـ) الحجّة، إذ قال: “ما دلّ به على صحّة الدّعوى، وقيل: الحجّة والدّليل واحد”([9])، ويفهم من ذلك، أنّ الحجَّة تدلّ على البرهان والإثبات.
أمّا حديثًا، فقد اشتغل به ثلَّةٌ من العرب، منهم: طه عبد الرّحمن، فقال: “إذ حدّ الحجاج أنّه: كلّ منطوق به موجّه إلى الغير؛ لإفهامه دعوى مخصوصة يحقّ له الاعتراض عليها”([10]).
ويقول أيضًا في موضع آخر: للحجّة وجهان تختصّ بهما، يتمثّل الأوّل في: إفادة الرّجوع أو القصد، إذ الحجّة مشتقّة من فعل (حجّ) الّذي بمعنى: (رجع)، فتكون الحجّة أمرًا نرجع إليه أو نقصده إلّا؛ لحاجتنا إلى العمل به، والثّاني يتمثّل في: إفادة الغلبة، ذلك أنّ الفعل (حجّ) يدلّ أيضًا على معنى (غلب)، فيكون مدلوله هو إلزام الغير بالحجّة([11]).
ويظهر لنا من ذلك: أنّ طه عبد الرّحمن يركّز على المفهوم اللّغويّ للحجاج، ويرى أنّ له وجهين، فالأوّل: هو القصد، والثّاني: يتمثّل في الغلبة بالحجّة، فهو بذلك لا يبتعد كثيرًا عن تصوّر القدماء للحجاج.
مرادفات ألفاظ الحجاج في القرآن الكريم:
ارتبط الحجاج عبر مساره التّاريخيّ بمصطلحات طالما عُدّت مرادفات له؛ لذا تعدّ مسألة تداخل المصطلحات أوّل ما يعترض الباحث في هذا الجانب، وخاصّة في بداية نشأته؛ لذا من الأولى مقابلة مفهوم الحجاج بغيره من المفاهيم الّتي تلابسه، والوقوف على حدود التّداخل بينها، وهي كثيرة: كـ (الجدل، والبرهان، والحوار أو التّحاور، والمناظرة، والمخاصمة، والمنازعة،…)، وأنّ الحجاج في القرآن الكريم مفهوم يعبّر عنه بأشكال مختلفة من العبارات، والأساليب الّتي تروم الحوار، وتهدف إلى الإقناع بالبراهين، والأدلّة العقليّة، والكونيّة، والفطريّة، وقد جمع القرآن الكريم تلك الدّلالات في خصيصة جامعة في (الحجّة البالغة)، ومع ذلك يصبح الأمر أكثر وضوحًا عندما نتساءل عن وجوه التّمايز والتّداخل والتّشابه بين ألفاظ الحجاج…
تنتمي إلى الحقل الدّلالي مادّة (ح ج ج) عدّة ألفاظ مستعملة في القرآن الكريم، فبعضها يصل إلى حدّ التّرادف والتّطابق، وبعضها الآخر يتشابه في وجه من الوجوه، وربّما كان في نعتنا إياها بـ (ألفاظ الحجاج) بعض التّجوّز، ونقصد بها مجموعة من الألفاظ والصّيغ الّتي تروم الحوار، وتهدف إلى الإقناع بالبراهين، وهذه الألفاظ تصبّ في المصبّ نفسه، فهي متقاربة ومختلفة في الوقت نفسه، ونذكر منها: الجدل، والمراء، والنّزاع، والخصومة، والبرهان…
- الجدل:
يرد الحجاج مرادفًا للجدل صراحةً، بحسب قول ابن منظور (ت711هـ): هو “مقابلة الحجّة بالحجّة”([12])، على أنّه يجعل الحجاج مرادفًا للجدل صراحةً إذ قال: “ورجلٌ محاجج، أي: جَدِلٌ”([13]).
وهو بذلك يرادف مفهوم الحجاج غير أنّ عبد الله صولة يشير في كتابه([14]) إلى فروق دقيقة من خلال إشارته لابن عاشور (ت1393هـ) ،إذ قال: “والمجادلة: المخاصمة بالقول، وإيراد الحجّة عليه، فتكون في الخير، كقوله: (يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ)([15])، ويكون في الشّرّ، كقوله: (وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ)([16])“([17]).
ويعرّف الحجاج في موضع آخر قائلا: معنى حاجَّ، خاصمَ، وهو فعل جاء على المفاعلة ولا يُعرف لحاجٍّ في الاستعمال فعل مجرّد دالّ على وقوع الخصام، ولا تُعرف المادّة الّتي اشتقّ منها أنّ حاجّ لا يستعمل غالبًا إلّا في معنى المخاصمة، وأنّ الأغلب أنّه يفيد الخصام بباطل”([18]).
والجامع بين مفهومي اللّفظين هو: (المخاصمة والمنازعة)، لكنّهما في الحجاج قائمتان على الباطل، في حين أنّ الجدل منه ما هو حقّ، ومنه ما هو باطل، أمّا ابن فارس (ت329هـ)، فعدّه من أصل واحد، إذ قال: “الجيم والدّال واللّام أصلٌ واحدٌ، وهو من باب استحكام الشّيء في استرسالٍ يكون فيه، وامتدادِ الخصومة ومراجعةِ الكلام”([19])، ويقول في سياق الموضوع نفسه: “والجَدْوَل: نهرٌ صغيرٌ، وهو ممتدٌّ، وماؤه أقوى في اجتماع أجزائه من المنبطح السّائح، ورَجُلٌ مجدولٌ، إذا كان قَضِيف الخِلْقة من غير هُزَال، وغلام جادِلٌ إذا اشتدَّ…، والدِّرع المجدولة: المحكمة العَمَل، ويقال: جَدَلَ الحَبُّ في سُنْبُله: قَوِيَ، والأجدَل: الصَّقْر؛ سمِّي بذلك؛ لقوّته…، ومن الباب الجَدَالة، وهي الأرض، وهي صُلْبة…”([20]).
يدور الجدل في أصله اللّغويّ على معاني: (القوّة، والصّلابة، والشّدّة، والغلظة)، وهذا ما توصلّنا إليه بعد استقراء هذه المعاني الدّلاليّة السّابقة للجدل، إلّا أنّ ابن منظور يرى “الجدل: مقابلة الحجَّة بالحجَّة، والمجادلة: المناظرة، والمخاصمة”([21])، إذا كان مدار الجدل في اللّغة يدور حول الشَّدة والصَّلابة، فما مفهوم الجدل في الاصطلاح؟!.
قال الفيوميّ (ت770هـ): “الرَّجُلُ (جَدَلًا)، فهو (جَدِلٌ) من بابِ تَعِبَ إذا اشْتَدَّتْ خُصُومَتُهُ، و(جَادَلَ) (مُجَادَلَةً)، و(جِدَالًا) إذا خَاصَمَ بما يَشغَلُ عن ظهور الحقّ ووضوح الصّواب، هذا أصله، ثمَّ استُعمِلَ على لسانِ حَمَلَة الشَّرعِ في مقابلة الأدِلّة؛ لظهور أرجَحِهَا”([22]).
ویری أبو البقاء الكفويّ (ت1094هـ): أنّ “الجدل هو عبارة عن دفع المرء خصمه عن فساد قوله بحجّة أو شُبهة، وهو لا يكون إلا بمنازعة غيره”([23]).
ويذهب الشّريف الجرجانيّ (ت816هـ) المذهب نفسه، في تعريف الجدل تعريفًا مستمدًّا من مقولات الفلسفة، حيث يقول: “الجدال: عبارة عن مراءٍ يتعلّق بإظهار المذاهب وتقريرها، والغرض منه: إلزام الخصم، وإفحام من هو قاصر عن إدراك مقدّمات البرهان، وهو دفع المرء خصمه عن فساد قوله بحجَّة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه وهو الخصومة في الحقيقة”([24]).
ومهما يكن من أمر، فإنّ التّعريفات السّابقة أقرب إلى المنطق الفلسفيّ منها إلى الجدل القرآنيّ المبنيّ على الأدلّة الفطريّة، والمجادلة بالّتي هي أحسن، والّذي هدفه الأساس الإقناع والوصول إلى الحقّ، على نحو قوله تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)([25])، وقوله: (وَلَا تُجَادِلُوا أهْلَ الكِتَابِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)([26]).
فيكون الجدل تارة بالحقّ، وتارة أخرى يكون بالباطل، فيكون جدل القرآن الكريم هو براهينه وأدلّته الّتي اشتمل عليها، فإمّا يأتي لإظهار الحقّ…، وإمّا يأتي مذمومًا ومصحوبا بالوعيد، نحو قوله تعالى: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا)([27])، وقال: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَاصِمُونَ)([28]).
وعليه، فإنّ الجدل حاجة فكريّة، وعلميّة؛ لتقرير مبادئ الدّين، والجدل هو أداة لدفع شبهات أهل الزّيغ والضّلال.
لقد تباينت الأقوال في تتبّع أصل الجدل:
فالقول الأوّل: وهو قول ابن فارس الّذي جعل مادّة (ج. د. ل) أصلًا واحدًا، وهو عنده: “من باب استحكام الشّيء في استرسالٍ يكون فيه، وامتدادِ الخصومة ومراجعةِ الكلام”، ثمّ اجتهد في إرجاع جميع تصاريف المادّة إلى ذلك الأصل، فقال: “والجَدْوَل: نهرٌ صغيرٌ، وهو ممتدٌّ، وماؤه أقوى في اجتماع أجزائه من المنبطح السّائح، ورَجُلٌ مجدولٌ، إذا كان قَضِيف الخِلْقة من غير هُزَال، وغلام جادِلٌ إذا اشتدَّ…، والدِّرع المجدولة: المحكمة العَمَل، ويقال: جَدَلَ الحَبُّ في سُنْبُله: قَوِيَ، والأجدَل: الصَّقْر؛ سمِّي بذلك؛ لقوّته…، ومن الباب الجَدَالة، وهي الأرض، وهي صُلْبة…”
غير أنّ المقارنة بين واقع دلالات هذه التّصاريف، وبين الأصل المذكور، يدفعنا إلى التّساؤل عن بعض الألفاظ الواردة في تحديده لذلك الأصل، وخاصّة لفظي: الاسترسال، والامتداد، ولعلّ معناهما واحدٌ هنا.
التّصاريف المذكورة قبل، وغير المذكورة ممّا تجاوزناه اختصارًا، يتأكّد فيها جميعًا معنى القوّة، والاستحكام، في حين لا يظهر معنى الاسترسال، والامتداد بجلاء إلّا في (الجَدْوَل)، حيث قال فيه: هو “نهر صغير، وهو ممتدّ، وماؤه أقوى في اجتماع أجزائه من المنبطح السائح”، فَجَمَع القوّة إلى الامتداد في هذا المثال دون غيره، ثمّ إنّه عندما ذكر (الجدالة)، وهي الأرض، قال: وهي صلبة، فأشار إلى دلالة القوّة، والاستحكام دون الامتداد، مع أن الامتداد ظاهر في الأرض، كما قال تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا)([29]).
والظّاهر: أنّ الذي استَجَرَّه إلى معنى الاسترسال، والامتداد هو ما يكون بين المتجادلين من وصال الكلام، واعتداد كلّ واحد برأيه ورغبته في ظهوره؛ ولذلك قال ابن فارس في تحديده للأصل: “هو من باب استحكام الشّيء في استرسال يكون فيه، وامتداد الخصومة ومراجعة الكلام”، فَعَطَفَ الفرع على الأصل؛ وهو عطف فيه نظر؛ إذ الكلام هنا في أصل المادّة الذي هو الاستحكام في استرسال، وأمّا امتداد الخصومة ومراجعة الكلام، فهو من معنى (الجدَل) الّذي هو تصريف متفرّع عن ذلك الأصل، عِلْمًا أنّ المراد من البحث في الأصل هو معرفة مدار اللّفظ بمختلف تصاريفه، فهو نَواته الّتي لا تتخلّف في أيّ منها، فليس المقصود بالأساس هنا معرفة معنى (الجدل)، وإنّما هو معرفة وجود ذلك المدار في لفظ (الجدل).
والقول الثّاني: وهو قول الرّاغب الأصفهانيّ الّذي جعل المادّة أيضًا أصلًا واحدًا، وهو (الإحكام)، وما يدلّ عليه من المعاني في اللّغة، وهو تحصيل ما ذكره من أمثلة، حيث قال: “وأصلُه من جدَلتُ الحبلَ، أي: أحكمت فتله، ومنه الجديل، وجدَلتُ البناء أحكمتُه، ودِرعٌ مجدولةٌ، والأجدل: الصّقر المحْكَمُ البُنْية، والمِجْدَل: القصر المحكم البناء، ومنه الجدالُ، فكأنّ المتجادِلَيْن يفتل كلُّ واحدٍ الآخرَ عن رأيه، وقيل: الأصل في الجدال: الصّراع، وإسقاط الإنسان صاحبَه على الجَدالة، وهي الأرض الصّلبة، قال الله تعالى: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)([30])، وقال أيضًا: (وَكَانَ الإنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا)([31])“ ([32]).
فاستطاع أن يحرّر الأصل أولًا، ثمّ بنى عليه الفرع الّذي هو: الجدال، مُلاحِظًا الإحكام فيه، وهو مضمَّنٌ في لفظ الفتل؛ يقال: “وناقةٌ فَتْلاءُ الذّراعَينِ: مُحكمةٌ”([33])، وقد قال في مطلع الكلام في معنى “جدلت الحبل، أي: أحكمت فتله”([34]).
وأمّا ما حكاه من أنّ الأصل في الجدال الصّراع…إلخ، فهو مُؤَخَّرٌ ومَسُوّقٌ بصيغة البناء للمجهول، فدلّ على أنّ القول الأوّل هو المعتمد عنده.
- البرهان:
يعدّ البرهان نمط استدلاليّ ينفرد بمميزات خاصّة، كاليقين، والقطيعة، والدّقة، والتّقنين، إذ قال ابن منظور: “البُرْهان الحُجَّة الفاصلة البيّنة، يقال: بَرْهَنَ يُبَرْهـِنُ بـَرْهَنةً، إذا جاء بحُجَّةٍ قاطعة للَدَد الخَصم، فهو مُبَرْهِنٌ”([35]).
ويرد تعريف الحجّة عند ابن حزم (ت456هـ)، إذ قال: ” الحجّة: هي الدّليل نفسه إذا كان برهانًا، أو إقناعًا، أو شغبًا”([36])، إذ يعطيه مجالًا واسعًا بضمّه البرهان، والإقناع، والشّغب، بل ضمّ إليها ما هو أوسع منها مجالًا، وهو الدّليل.
ويعرّف البرهان، بقوله: “البرهان كلّ قضية، أو قضايا دلّت على حقيقة حكم الشّيء”([37]).
وفي القرآن الكريم وردت لفظة (بُرْهَان) في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: (وَقَالُواْ لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)([38]).
فقال الزّمخشريّ (ت538هـ) في تفسيرها: “( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ): متّصل بقولهم: (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى)، و(قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ): هلمُّوا حجّتكم على اختصاصكم بدخول الجنّة (إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ): في دعواكم، وهذا أهدم شيء لمذهب المقلّدين، وأنّ كلّ قولٍ لا دليل عليه، فهو باطلٌ غير ثابت”([39]).
وفي هذا يقول طه عبد الرّحمن: “يطلق على الحُجَّة أسماء اخرى، مثل: الدّليل، والاستدلال، وحتّى البُرْهان، لكن هذا الإطلاق من باب التَّجوّز، أو التّوسّع”([40]).
- الخصام:
لا شكّ أنّ لفظ الخصام يقترب كثيرًا من الجدل، فقد ورد في لسان العرب: ” الخُصُومةُ: الجَدَل، خاصَمَه خِصامًا، ومُخاصَمَة، فَخَصَمَهُ يَخْصِمُه خَصْمًا: غلبه بالحُجَّة، والخُصُومةُ: الاسم من التَّخاصُم والاخْتِصام… ورجلٌ خَصِمٌ جَدِلٌ”([41])، فحصر ابن منظور (ت711هـ) في هذا السّياق الخصومة في الغلبة بالحُجَّة، وأنَّه مرادفٌ للجدل وهذا ما أقرّ به صراحةً.
أمّا الرّاغب الأصفهانيّ (ت425هـ)، فيقول: “والخَصْمُ: مصدرُ خَصَمْتُهُ، أي: نازَعتُهُ خَصمًا، يقال: خاصَمتُهُ، وخَصَمتُهُ مُخاصَمَةً وخِصامًا، قال تعالى: (وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ)([42])، (وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)([43])، وأصل المـُخاصَمَةِ: أنْ يتعلّقَ كلُّ واحِدٍ بِخُصْمِ الآخر، أي: جانِبِه”([44]).
وحدّد الزّمخشريّ (ت538هـ) الخصام، إذ قال: “وأخصَمَ صاحبَه: لقّنه حجّته حتّى خَصَمَ، وخاصمه مخاصَمةً: وضَعْه في خُصْمِ الفراش، وهو جانبه”([45]).
تبيّن من ذلك: أنّ لفظ الخصام يرادف الجدل؛ لأنّه يقترب في أغلب الأحيان من المخاصمة، كما ورد في عدّة مواضع في القرآن الكريم، والغالب على معناه: أنّه مذمومٌ.
- النّزاع:
ومن ألفاظ الحجاج أيضًا النّزاع، الّذي يدلّ على المخاصمة والشّقاق، فقد ورد ذكر هذا اللّفظ في لسان العرب، إذ قال: “نَزَعَ الشَّيءَ يَنْزَعَه فانْتَزَعَ، اقْتَلَعَهُ فاقْتَلَع والنِّزَاعةُ، والنَّزَاعةُ، والمِنْزَعَةُ، والمَنْزَعَةُ: الخُصُومة، والمُنازعةُ في الخُصُومةِ: مُجاذَبة الحُجَجِ، فيما يَتنازَعُ فيه الخَصْمان، وقد نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعًا، جاذَبه في الخُصُومة…، والتَّنازُع: التَّخاصُم”([46]).
والزّمخشريّ (ت538هـ) يعرّفه كذلك بقوله: “نَزَعَ الشَّيءَ من يده: جذبه وانتزعه، ورجلٌ مِنْزَعٌ: شديد النَّزْع…، ونازعه الثَّوْبَ: جاذبه…، ونزعَ عن الأمر نزوعًا: كفَّ عنه…، وفُلانٌ ينزعُ بحجّته: يحضر بها، قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا)([47])، ونازَعه الكلامَ، ونازعته في كذا: خاصمته، منازعة، ونِزاعًا، وتنازعوا”([48]).
وهذا نفسه ما ذهب إليه الرّاغب الأصفهانيّ (ت425هـ)، إذ قال: “والمُنازَعةُ: المُجاذبةُ، ويُعبِّرُ بهما عن المُخاصمةِ والمُجادلَةِ، قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعتُمْ فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ)([49])، (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ)([50]).
ومهما يكن من أمر، فإنّ لفظ (النّزاع) ورد في القرآن الكريم بمعنى الجدل والحجاج والمخاصمة.
- المـِراء:
ممّا لا شكّ فيه أنّ المراء يدخل في الحقل الدّلاليّ للحجاج، وقد ورد ذكره عند ابن منظور (ت711هـ): “ومـاريتُ الرّجلَ أماريه مِراءً، إذا جادلته، والمِـرْيَة والمُـرْيَةُ الشّكّ، والمِـــراء والمُمَارة والجدل…، والتّماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشّكّ، والرّيبة، ويقال: للمناظرة مماراة؛ لأنّ كلّ واحدٍ منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه، كما يمتري الحالب اللّبن من الضّرع”([51]).
وفي هذا السّياق قال الزّمخشريّ (ت538هـ): “مريتُ النّاقة، وأمريتُها: حلبتُها، فأمْرَتْ، وناقة مَرِيٌّ: دَرورٌ…، ومَرَى في الأمر، وامترى، وتمارى، وما فيه مُرْيَةٌ ومِرْيَةٌ: شكٌّ، ومارَيْتَهُ مماراةً: جادلته ولاججتُه”([52]).
وإلى ذلك ذهب الرّاغب الأصفهانيّ (ت425هـ): “الامْتِرَاءُ، والمُمارَاةُ: المُحاجَّة فيما فيه مِرْيَةٌ، قال تعالى: (قُولُ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ)([53])“([54]).
- الاستدلال:
يرتبط الاستدلال بالحجاج من حيث إنّه يمثّل “سياقه العقليّ أي تطوره المنطقيّ؛ ذلك انّ النّصّ الحجاجيّ نصٌّ قائمٌ على البرهنة، فيكون بناؤه على نظام معيّن تترابط فيه العناصر وفق نسق تفاعليّ، وتهدف إلى غاية مشتركة، ومفتاح هذا النّظام لسانيّ بالأساس، فإذا أعدنا النّصّ الحجاجيّ إلى أبسط صورة وجدناه ترتيبًا عقليًّا للعناصر اللّغويّة، ترتيبًا يستجيب الإقناع”([55]).
ونخلص إلى: أنّ الاستدلال يرتبط بالبرهنة من جهة، وبالإقناع من جهة أخرى.
الخاتمة وأهمّ النتائج:
- يعدّ مصطلح الحجاج من حيث المفهوم عائمًا يتحرّك عبر دلالات متنوّعة في كثير من الحقول المعرفيّة، فارتبط عبر مساره التّاريخيّ بمصطلحات طالما عُدّت مرادفات له، كـالجدل، والبرهان، والخصام، وغيرها من الّتي مرّ ذكرها…).
- الحجاج القرآنيّ هو الحوار الّذي يُراد به الإبانة، والإبلاغ، والإقناع؛ وذلك باستعمال الأدلّة العقليّة، والفطريّة، والعمليّة؛ لإثبات حقيقة الإسلام، وتحقيقًا للحقّ وتبيينه؛ وذلك بتبني طرائق الحوار، والرّدّ على أهل الباطل وتزهيقه.
- يرد مفهوم الحجاج القرآنيّ بأشكال وصيغ مختلفة تروم الحوار، وتهدف إلى الإقناع والإذعان بالبراهين والأدلّة، فبعض الألفاظ يصل إلى حدّ التّطابق، والتّرادف، والبعض الآخر يتشابه في وجه من الوجوه؛ وذلك لأنّ كلّ محاورة فكريّة تحدّث عنها القرآن الكريم داخلة في الحجاج القرآنيّ؛ لأنّها وإن لم تكن بلفظ الحجاج، فهي ترد بمعناه.
- تنتمي إلى الحقل الدّلاليّ لمادّة (ح ج ج) عدّة ألفاظ مستعملة في القرآن الكريم إلّا أنّنا رتّبناها من الأكثر ورودًا إلى أقلّها؛ ولذا اعتمدنا الجدل أوّلًا، ثمّ الألفاظ الأخرى.
- النّزاع هو من الألفاظ المرادفة للحجاج؛ إذ ورد في القرآن الكريم بمعنى الجدل والحجاج والمخاصمة.
- ورد الخصام مرادفًا للجدل؛ لأنّه يقترب في أغلب الأحيان من المخاصمة، كما ورد في عدّة مواضع في القرآن الكريم، والغالب على معناه: أنّه مذمومٌ.
- يدخل المراء في الحقل الدّلاليّ للحجاج، لأنّه بمعنى المجادلة على مذهب الشّكّ، والرّيبة، ويقال: للمناظرة مماراة؛ لأنّ كلّ واحدٍ منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه، كما يمتري الحالب اللّبن من الضّرع.
- يدلّ النّزاع على المخاصمة والشّقاق، إذ ورد في القرآن الكريم بمعنى الجدل والحجاج والمخاصمة.
- يرتبط الاستدلال بالحجاج؛ لأنّه يرتبط بالبرهنة من جهة، وبالإقناع من جهة أخرى.
المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم:
- الإحكام في أصول الأحكام: لأبي محمّد عليّ بن سعيد بن حزم، (ت456هـ)، تحقيق: أحمد محمّد شاكر، دار آفاق الجديدة، بيروت- لبنان
- أساس البلاغة: لأبي القاسم جارالله محمود بن عمر بن أحمد الزّمخشريّ، (538هـ)، تحقيق: محمّد باسل عيون السّود، الطّبعة الأولى، دار الكتب العلميّة، بيروت- لبنان، 1419هـ- 1998م.
- التّحرير والتّنوير: لمحمّد الطّاهر ابن عاشور، (ت1393هـ)، الدّار التّونسيّة، 1884م.
- التّعريفات: للسّيّد الشّريف أبي الحسن عليّ بن محمّد الجرجانيّ الحنفيّ، (ت216هـ)، وضع حواشيه وفهارسه: محمّد باسل عيون السّود، الطّبعة الرّابعة، دار الكتب العلميّة، بيروت- لبنان، 2013م.
- الحجاج في القرآن من خلال أهمّ خصاصه الأسلوبيّة: لعبد الله صولة، الطّبعة الأولى،، دار الفارابيّ، بيروت- لبنان 2001م.
- حجاجيّة الكناية في الخطاب السّياسيّ- إطار نظريّ وانموذج تطبيقيّ: للدّكتور سعد محمّد عبد الغفّار، مجلّة سياقات اللّغة والدّراسات البينيّة، 2018م،
- الفروق اللّغويّة: لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكريّ، (ت 400هـ)، حقّقه وعلّق عليه: محمّد إبراهيم سليم، (د. ط)، دار العلم والثّقافة، مدينة نصر- القاهرة.
- لسان العرب: لأبي الفضل جمال الدّين محمّد بن مكرم ابن منظور الأفريقيّ المصريّ، (ت711هـ)، دار صادر، بيروت- لبنان.
- اللّسان والميزان، أو أو التّكوير العقليّ: للدّكتور طه عبد الرّحمن، الطّبعة الأولى، المركز الثّقافيّ العربيّ، الدّارالبيضاء، 1998م.
- المصباح المنير في غريب الشّرح الكبير للرّافعيّ: لأحمد بن محمّد بن عليّ المقري الفيوميّ، (ت770هـ)، الطّبعة الثّالثة، دار المعارف، القاهرة- مصر، 2019م.
- مفردات ألفاظ القرآن: للرّاغب الأصفهانيّ، (ت في حدود سنة 425هـ)، تحقيق: د. صفوان داوودي، الطّبعة الثّالثة، دار القلم، دمشق- سوريّا، 1442هـ، 2021م.
- مقاييس اللّغة: لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا،(ت395هـ)، تحقيق: عبد السّلام محمّد هارون، دار الفكر، المجمع العلميّ العربيّ الإسلاميّ، 1399هـ- 1994م.
- المنهاج في ترتيب الحجاج: لأبي الوليد الباجي، (ت474هـ)، تحقيق: عبد المجيد تركيّ، دار الغرب الإسلاميّ.
- الكشّاف عن حقائق غوامض التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّأويل: لـجارالله أبي القاسم محمود بن عمر الزّمخشريّ، (ت538هـ)، تحقيق، وتعليق، ودراسة: الشّيخ عادل أحمد عبد الموجود، والشّيخ عليّ محمّد معوّض، الطّبعة الأولى، مكتبة العبيكان، الرّياض- المملكة العربيّة السّعوديّة، 1418هـ- 1998م.
- الكلّيّات: لأبي البقاء أيوب أيوب بن موسى الحسينيّ اللّغويّ، (ت1094هـ)، وضع فهارسه: د. عدنان درويش، ومحمّد المصريّ، الطّبعة الثّانية، مؤسّسة الرّسالة، بيروت- لبنان، 1419هـ- 1998م.
البحوث والرّسائل والأطاريح:
- معاني ألفاظ الحجاج في القرآن الكريم وسياقاتها المختلفة السّور السّبع الطّوال أنموذجًا – دراسة دلاليّة معجميّة: لسعيد فاهم، مذكرة لنيل درجة الماجستير تاريخ المناقشة 21/6/ 2011م.
- تجلّيات الحجاج في القرآن الكريم سورة يوسف –أنموذجًا-: للطّالبة: حياة دحمان، إشراف أ. د. عزّ الدّين صحراويّ، جامعة الحاجّ لخضر- باتنة- كلّيّة الآداب واللّغات- قسم اللغة العربيّة وآدابها، الجمهوريّة الجزائريّة الدّيمقراطيّة الشّعبيّة، وزارة التّعليم العالي والبحث العلميّ، مذكّرة لنيل شهادة الماجستير، 2012-2013م.
- مصطلح الحجاج بواعثه وتقنيّاته: لـعبّاس حسن حشاني، (بحث)، مجلّة المَخْبَر، أبحاث في اللّغة والأدب الجزائريّ- جامعة بسكرة، الجزائر.
* شيماء حازم محمد: كلّيّة الآداب / جامعة بغداد
———– الحواشي ———–
([1]) ينظر: حجاجيّة الكناية في الخطاب السّياسيّ- إطار نظريّ وانموذج تطبيقيّ (د. سعد محمّد عبد الغفّار)، مجلّة سياقات اللّغة والدّراسات البينيّة، 2018، ص 5.
([2]) مقاييس اللّغة 2/ 31،30،29، (حج).
([3]) أساس البلاغة 113، (حجج).
([4]) لسان العرب 2/228 ( حجج).
([5]) التّحرير والتّنوير 3/32.
([6]) ينظر: الحجاج في القرآن من خلال خصائصه الأسلوبيّة 8.
([8]) المنهاج في ترتيب الحجاج 8، ينظر: معاني ألفاظ الحجاج في القرآن الكريم وسياقاتها المختلفة السّور السّبع الطّوال أنموذجًا – دراسة دلاليّة معجميّة- 7.
([10]) اللّسان والميزان أو التّكوير العقليّ 226، ينظر: معاني ألفاظ الحجاج في القرآن الكريم وسياقاتها المختلفة السّور السّبع الطّوال أنموذجًا – دراسة دلاليّة معجميّة- 8.
([11]) ينظر: اللّسان والميزان أو التّكوير العقليّ 137.
([12]) لسان العرب 11/105 (جدل).
([13]) لسان العرب 2/228 ( حجج).
([14]) ينظر: الحجاج في القرآن الكريم من خلال أهمّ خصائصه الأسلوبيّة 11.
([17]) التّحرير والتّنوير 12/60.
([18]) التّحرير والتّنوير 3/32.
([19]) مقاييس اللّغة 1/433 (جدل).
([20]) مقاييس اللغة 1/433،434 (جدل).
([21]) لسان العرب 11/105 (جدل).
([22]) المصباح المنير في غريب الشّرح الكبير للرّافعيّ 1/93.
([32]) مفردات ألفاظ القرآن 162، (جدل).
([33]) مفردات ألفاظ القرآن 497، (فتل).
([34]) مفردات ألفاظ القرآن 162، (جدل).
([35]) لسان العرب 13/51 (برهن).
([36]) الإحكام في أصول الأحكام 1/39.
([37]) الإحكام في أصول الأحكام 1/39، 40.
([39]) الكشّاف عن حقائق غوامض التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّاويل 1/311.
([40]) اللّسان والميزان، أو التّكوير العقليّ 225، ينظر: تجلّيات الحجاج في القرآن الكريم سورة يوسف –أنموذجًا- 29.
([41]) لسان العرب 12/180 (خصم).
([44]) مفردات ألفاظ القرآن 236.
([46]) لسان العرب 8/349-352 (نزع).
([52]) أساس البلاغة 2/208، 209.
([54]) مفردات ألفاظ القرآن 607.
__________________________________________________________________________________________
اقرأ أيضًا: