أنواع المعاني ونظريات دراسة المعنى
أَنْوَاعُ المَعَانِي وَنَظَرِيَّاتُ دِرَاسَةِ المَعْنَى
-دِرَاسَةُ حُرُوْفِ المَعَانِي أُنْمُوذَجًا-
د. علي حكمت فاضل محمد*
المقدّمة:
موضوع المعنى أو الدّلالة من الموضوعات التي شغلت العلماء قديمًا وحديثًا، ولم يكن هذا العلم يشغل اللّغويّين فقط، وإنّما شغل المناطقة، والأصوليّين، والفلاسفة، والمتكلّمين، وكان له حيّز مهمّ في مصنّفاتهم.
تناولتُ في هذا البحث موضوعين مهمّين من موضوعات علم المعنى، هما: أنواع المعاني، ونظريّات دراسة المعنى، وقد أسبقت هذين الموضوعين بمَن فرَّق بين الدّلالة والمعنى، ومَن أردفَ بين هذين المصطلحين، وقد ضمّنت البحث بعض الرّسوم الإيضاحيّة وبعض المخطّطات التي يمكنها أن توضح بعض مغاليق البحث، وبعد هذين الموضوعين ذكرت خاتمة فيها بعض النّتائج التي توصّلت إليها، وقائمة بالمصادر والمراجع.
مِهَاد (المَعْنَى وَالدَّلَالَةُ) :
اختلف العلماء في العلاقة بين المعنى والدّلالة، فقد ذهب بعضهم إلى التّرادف بين هذين المصطلحين، وهناك مَن قال: إنّ المعنى يختلف عن علم الدّلالة، والخلاف هو:
-
ترادف المصطلحين:
أردف الدّكتور أحمد مختار عمر بين الدّلالة والمعنى، فقد ذكر في مقدّمة كتابه علم الدّلالة: إنّ موضوع الأساسيّ لعلم الدّلالة هو علم المعنى، وقال أيضًا: إنّ لعلم الدّلالة اسم آخر، وهو: علم المعنى([1])، وعرّفه بقوله: هو دراسة المعنى([2])، أو: هو العلم الذي يدرس المعنى([3])، أو: هو ذلك الفرع من علم اللّغة الذي يتناول نظريّة المعنى([4])، أو: ذلك الفرع الذي يدرس الشّروط الواجب توافرها في الرّمز حتّى يكون قادرًا على حمل المعنى([5])، وهو ما يذهب إليه الباحث.
-
الفرق بين المصطلحين:
فرّق الدّكتور محمّد عليّ الخولي بين المعنى والدّلالة، قال: إنّنا حينما نتحدّث عن معنى الكلمة فإنّنا نتحدّث عن علاقاتها مع الكلمات الأخرى داخل اللّغة، كما في: ثري، تعني: غني، أو ضدّ الفقير، أو كريم: تعني بخيل، أي أنّ معنى الكلمة مرتبط بعلاقاتها مع الكلمات ذات العلاقة في اللّغة الواحد([6]).
أمّا الدّلالة: فهي علاقة الكلمة في العالم الخارجي، أي أنّ هناك فرق بين الكلمات والموجودات في العالم الخارجي، فمثلًا: كلمة كرسي، ليست كرسيًّا بل هي كلمة تشير إلى الشّيء الخارجي الذي ندعوه: كرسيًّا، أو كلمة باب، أو مدرسة، وهكذا([7]).
المَبْحَثُ الأَوَّل (أَنْوَاعُ المَعَانِي) :
يظنّ الكثير من النّاس أنّنا نكتفي بمعرفة معنى الكلمات حينما نرجع إلى المعجم؛ ولكن إن كان هذا كافيًّا لبعض الكلمات إلّا أنّه غير كافٍ لكثير منها، ولذلك نجد الكثير من علماء الدّلالة مَن فرّق بين أنواعٍ من المعاني، إذ لا بدّ لنا من ملاحظتها قبل التّحديد النّهائيّ لمعاني الكلمات، وقد اختلفوا في حصر هذه الأنواع، على ثلاثة أقسام([8])، منها: تقسيم القدماء، الذين قسّموا المعنى أو الدّلالة، على: لفظيّة وغير لفظيّة، وكلّ من هذين النّوعين قُسّمَ على ثلاثة أقسام، هي: عقليّة وطبيعيّة ووضعيّة، وقسّمت اللّفظيّة الوضعيّة على ثلاثة أقسام كذلك، هي: تضمنيّة والتزاميّة وتطبيقيّة، وضمّنت هذه الأنواع في المخطّط:
[مخطّط (1) يوضح أنواع المعنى أو الدّلالة عند القدماء]
وهناك من المحْدثين مَن قسّم أنواع المعنى أو الدّلالة حسب تقسيم علوم اللّغة، فقد قسّموا علم الدّلالة أو المعنى على أربعة أقسام، هي: الدّلالة الصّوتيّة، والدّلالة الصّرفيّة، والدّلالة النّحويّة، والدّلالة المعجميّة([9])، وضمّنت هذه الأنواع في المخطّط:
[مخطّط (2) يوضح أنواع المعنى عند بعض المحدثين]
وهناك تقسيم آخر عند المحدثين، وهو ما ذكره الدّكتور أحمد مختار عمر، والدّكتور محمّد علي الخوليّ، وغيرهم، ويقسّمونه على:
- المعنى المركزيّ:
كثُرَت أسماء هذا النّوع من المعنى، فمنهم مَن أسماه: المعنى المركزيّ، والمعنى الأساسيّ، والمعنى التّصوّريّ، والمعنى المفهوميّ، والمعنى الإدراكيّ، والمعنى الرّمزيّ، والمعنى الإخباريّ([10]).
وهذا النّوع من المعنى أطلق عليه اللّغويّون القدماء مصطلح الحقيقة، أو الدّلالة الحقيقيّة، عرّفها ابن جنيّ قائلًا: هي “اللّفظ المستخدم في موضعه الأصليّ، وأُقرّ في الاستعمال على هذا الوضع”([11]).
وكذلك تناول الأصوليّون هذا النّوع من المعنى، قال السّرخسيّ: و” الحقيقة ما يكون مستعملًا في موضعه، والمجاز ما يكون معدولًا به عن موضعه”([12])، وكذلك قال الشّوكانيّ: هو اللّفظ المستعمل فيما وضع له”([13]).
ووصف الدّكتور محمّد علي الخولي هذا النّوع من المعنى بأنّه المعنى القاموسيّ، قال: إنّ لكلّ كلمة معنى أساسيّ: هو المعنى القاموسيّ، الذي تحمله الكلمة ويتّفق عليه متكلمو اللّغة الأصليّون، ويمكن أن ندعوه المعنى المفهوميّ أو المعنى الإدراكيّ([14]).
- المعنى الإيحائيّ:
هو: ” المعنى الذي يتعلّق بكلمات ذات مقدرة خاصّة على الإيحاء نظرًا لشفافيتها”([15])، أي: هو المعنى الذي يتعلّق بكلمات لها مقدرة خاصّة على الإيحاء، ومثلًا إذا كانت الكلمة تدلّ على بعض الأصوات أو الضّجيج كـ(صليل السّيوف)، و(مواء القطّة)، و(خرير الماء)، وكذلك يتعلّق هذا المعنى في الكلمات المنحوتة، كـ(صهصلق) من صهل وصلق، و(بحتر) من بتر وحتر.
- المعنى النّفسيّ:
هذا النّوع من المعنى خاصّ بالأفراد، ويظهر دوره في استخدام الشّعراء والأدباء لدلالات خاصّة بهم تعبّر عمّا يريدون بأسلوب مختلف عن النّاس وعن غيرهم من الأدباء الذين لهم قدرة أخرى فوق ما للمرء العادي يستمدونها من خيالهم، وتمدّهم هذه القدرة بظلال من الدّلالات لا تكاد تخطر في ذهن الآخرين([16]).
- المعنى الإفصاحيّ:
عدّ بعض الباحثين هذا النّوع من المعنى هو جزء من المعنى النّفسيّ، قال الدّكتور تمّام حسّان: هو” ما يُفهم من الشّحنة العاطفيّة التي تصاحب نطق الكلمة”([17])، كالحالة التي يمرّ بها الأطفال والكبار حين يُقرأ النّشيد الوطنيّ لبلدهم.
- المعنى الأسلوبيّ أو السّياقيّ:
هذا النّوع يُفهم من المحيط الاجتماعيّ للاستعمال، نرى ذلك في تحوّل لفظة (الأم) على لسان البعض إلى (ماما) أو (أماي) أو (يمّة)، أو قد تتحوّل لفظة (زينب) إلى (زوبة)، وهكذا أي أنّ المحيط الخارجيّ مَن حدّد معناه([18]).
ويرتبط هذا النّوع من المعنى بثقافة المتكلّم ومستواه الاجتماعيّ ومقامه، لذا أطلق على هذا النّوع تسميات مختلفة منها اللّغة الأدبيّة، أو الدّلالة الأدبيّة، التي يتميّز بها الأديب في ألفاظه ومعانيه عن غيره([19]).
- المعنى الانعكاسيّ:
أصل هذا النّوع هو مأخوذ من الأصوليّين، تناوله الشّوكانيّ باسم: دلالة المخالفة، قال: هو ” يكون السّكوت عنه مخالفًا للمذكور في الحكم إثباتًا ونفيًا، فيثبت المسكوت عنه نقيض حكم المنطوق به، ويسمّى دليل الخطاب، أو لأنّ الخطاب دالّ عليه”([20])، وورد مصطلح: المعنى الانعكاسيّ لهذا النّوع من المعنى عند المحدثين؛ لأنّه يأتي بعكس المعنى المنطوق([21]).
وهذا المعنى قد نأتي به في بعض الأحيان لأسباب منها: الخوف من المقابل، أو المزاح معه، أو الخجل منه، مثلًا: صباح الخير، لها دلالات كثيرة، فدلالة الموافقة هي عند الصّباح تحيّة، وعند الظّهر أو بعد الظّهر حينما يقولها المدير للموظّف فهي تكون تأنيبًا له لتأخّره عن العمل([22]).
- المعنى الفلسفيّ:
وهي لغة الفلاسفة التي تقوم على مصطلحات أخر تفيد البحث الفلسفيّ، والبحث الفلسفيّ بدوره يخدم اللّغة المتطوّرة، أي: لغة البحوث ونشاطاتها بصورة عامّة، وبالمقابل بقدّم البحث اللّغويّ للفلسفة لغة ننطق بها ونفكّر ونتأمّل([23])، وكذلك عرّفوا هذا النّوع من المعنى بقولهم: ” دراسة المعاني من ناحية فلسفيّة عامّة، دون الارتباط بلغة ما”([24]).
[مخطط (3) يوضّح أنواع المعاني عند الدّكتور أحمد مختار عمر وغيرهم]
والخلاصة: توصّل الباحثون إلى نتيجة هي: عدم تمكّنهم من إحصاء أنواع المعنى؛ لأنّ دراسة المعنى في تشعّب، واحتمال المزيد من هذا التّشعّب بحيث اختلفوا في عدّها وحدّها.
المَبْحَثُ الثَّانِي (نَظَرِيَّاتُ دِرَاسَةِ المَعْنَى) :
ظهر عند الغربيّين عدد من النّظريّات التي تصف المعنى وتشرح طبيعته، وتفسره، وتصنّفه إلى أنواع مختلفة تبعًا لمعايير متنوّعة، ومن هذه النّظريّات: النّظريّة الإشاريّة، والنّظريّة السّلوكيّة، ونظريّة التّصوّريّة، ونظريّة الحقول الدّلاليّة، والنّظريّة التّوليديّة التّحويليّة، والنّظريّة التّداولّة، وسأشرحها عمومًا، وأُركّز على النّظريّة الإشاريّة؛ لأنّ لها فضل السّبق في نشأة النّظريّات التي جاءت بعدها، والنّظريّة السّياقيّة، والنّظريّة التّداوليّة، والنّظريات هي:
- النّظريّة الإشاريّة:
ترجع أصول هذه النّظريّة إلى جذور فلسفيّة ومنطقيّة، وتعتمد في كثير من مباحثها على مصطلحات فلسفيّة، وهناك مَن يسمّي هذه النّظريّة بـ(المرجعيّة)؛ لأنّ هذه النّظريّة تتمحور حول فكرة أن كلّ عبارة في أيّ لغة من لغات العالم لا يكون لها معنى إلّا بأن يكون لها مرجع، فالمرجع هو الذي يعطيها هذا المدلول، فإذا غاب المرجع فليس هناك مداليل، ومَن منح هذه النّظريّة الصّبغة العلميّة هما العالمان الإنجليزيّان: أوجدن وريتشاردز، اللّذان اشتهرا بمثلثهما الذي يميّز عناصر الدّلالة بدءًا بالفكرة أو المحتوى الذّهنيّ، ثمّ الرّمز أو الدّالّ، وانتهاء إلى المشار إليه أو الشيء الخارجيّ، كما في الشّكل:
المدلول (المعنى)
المرجع (الشّيء الخارجيّ) الدّالّ (اللّفظ)
ويقول أصحاب هذه النّظريّة: إن العلاقة بين المدلول والمرجع علاقة طبيعيّة، مثلًا: شجرة، موجودة صورتها في الذّهن، أي: مخزونة بعد التّصوّر، ووُضِعَ الدّالّ في اللّغة للتّعبير عن المرجع، أي: أنّ علاقة وضع الدّال ليحلّ محلّ المرجع، هي علاقة اعتباطيّة، إذ لا علاقة طبيعيّة بين كلمة: شجرة، وبين مدلولها، على عكس العلاقة بين شجرة التي هي الشّيء الخارجيّ وبين معناها، أي: صورتها الموجودة في الذّهن([25]).
وهذه النّظريّة لا يمكننا أن نطبّقها على حروف المعاني كـ(إذا)، و(لكن)، و(لا)، و(إن)، و(أو)، وغيرها، إن كانت حروف المعاني فردة غير متّصلة بغيرها، أمّا إذا كانت متّصلة بغيرها فيمكن أن نُطبّق عليها هذه النّظريّة، والدّليل على ذلك: إنّ دور هذه الأدوات هو الرّبط بين الوحدات المعجميّة لتأكيد نسبة أو استدراك شيء أو نفيه، أي أنّها تؤثّر على الوحدات المعجميّة من جهة الشّرط أو الاسناد أو النّفي، وهذا التأثير يقابله نسبة خارجيّة، فمثلًا قولنا: مَن يجتهد ينجح، إنّ في هذه الجملة هناك أثر لحروف المعاني، وهو الشّرط، وهذا الأثر لا بدّ من أن يقابله نسبة خارجيّة في الواقع الخارجيّ، ووجه مطابقتها في الواقع، هو كون الاجتهاد يؤدّي إلى النّجاح، ومَن أفاد تلك النّسبة هو (مَن) التي دلت على الشّرط.
ومن الباحثين مَن قال: إنّ أدوات المعاني يمكن أن نبدّلها بوحدات معجميّة بدلًا منها، فلذا يمكن أن نقول: حضر الطّلبة استثني أحمد، أي: حضر الطّلبة إلّا أحمد، وكذلك يمكن أن نقول: جاء عليّ، أُشرك أحمد فيما ثبت لعليّ، أي: جاء عليّ وأحمد([26]).
- النّظريّة التّصوّريّة:
ارتكزت هذه النّظريّة على مبدأ التّصوّر الذي يمثّله المعنى الموجود في الذّهن، وإذا وقفنا على جذور هذه النّظريّة، فإنّها تعود إلى الفيلسوف الإنجليزيّ جون لوك، والذي سمّاها بـ(النّظريّة العقليّة)؛ لأن مبدأ التّصوّر الذي يمثّله المعنى موجود في الذّهن، وهي بصورة عامّة نظريّة تعتبر اللّغة أداة لتوصيل الأفكار، أو بتعبير آخر: تعتبر اللّغة تمثيلًا خارجيًّا ومعنويًّا لحالة داخليّة.
وما يميّز هذه النّظريّة هو الطّابع التّجريديّ لها، ونتيجة لذلك ذهب علماء الدّلالة المحدثين إلى بناء أفكارهم وفقًا للتّجربة والملاحظة، وأساس عمل النّظريّة التّصوريّة (نظريّة الأفكار) هي: لا يكون للفظ معنى إلّا إذا كانت له فكرة، ولا يكون اللّفظين متشابهين أو العبارتين متشابهتين إلّا إذا عادا إلى فكرة واحدة، وهذه النّظريّة تعتبر اللّغة وسيلة أو أداة لتوصيل الأفكار.
ودراسة حروف المعاني في هذه النّظريّة من المآخذ التي توصم بها، فهناك بعض الألفاظ ليس لها أفكار، كـ(كيف، وكان، وإن، وليت، وحروف الجرّ، وغيرها)، فنحن لا نستطيع أن نتصوّر فكرة لهذه الألفاظ، فكيف بنظريّة الأفكار أن تجد لنا فكرة تحدّد معاني لهذه الألفاظ؟([27]).
- النّظريّة السّلوكيّة:
يرجع أصول هذه النّظريّة إلى: واتسن، رائد المدرسة السّلوكيّة في علم النّفس، في مصنّفِهِ: السّلوكيّة، وكان قد مهّد لهذا المؤلّف ببعض المبادئ نُشِرَت قبله ببضعة سنين على شكل مقالات ومحاضرات، والذي وسّع هذه النّظريّة وطبّق آراء السّلوكيّين على دراسة اللّغة، هو: بلومفيلد، والذي عرض وجهة نظره في تطبيق المبادئ السّلوكيّة على اللّغة، ذكرها في كتابه: اللّغة([28]).
تعطي النّظريّة السّلوكيّة كلّ عنايتها للتّجربة، والملاحظة، ولا تعطي أيّ قدر يذكر لـما يُسمّى بالمرجع، كما في النّظريّة الإشاريّة، والتّصوّر، كما في النّظريّة التّصوّريّة، بل انتقدتهما انتقادًا لاذعًا.
فالصّيغة اللّغويّة التي ينطقها المتكلّم عبارة عن موقف يحث به السّامع على الاستجابة لهذا الموقف وتلك الاستجابة هي المعنى اللّغويّ للصّيغة، وكلّ من المثير والاستجابة يستدعيان المقام الذي حدث فيه الموقف الكلاميّ، ومن ثمّ لا يمكن تحديد دلالة صيغة لغويّة ما قبل تحديد وحصر كلّ المقامات التي واكبت استخدام هذه الصّيغة في الحدث، فضلًا عن معرفة كلّ ما يتعلّق بعالم المتكلّم([29]).
وهناك الاعتراضات على هذه النّظريّة، منها: هناك الكثير من الكلمات لا تدلّ على أشياء أو خصائص قابلة للملاحظة، كالحبّ والكراهيّة لذلك لا يمكن للنّظريّة السّلوكيّة أن تقول شيئًا تجاه هذا([30]).
- النّظريّة السّياقيّة:
إنّ نظام اللّغة متشابك العلاقات بين وحداته، ومفتوح دومًا على التّجديد والتّغيير في بنياته المعجميّة والتّركيبيّة، حتّى غدا تحديد دلالة الكلمة يحتاج إلى تحديد مجموع السّياقات التي ترد فيها، وهذا ما نادت به النّظريّة السّياقيّة التي نفت عن الصّيغة اللّغويّة دلالتها المعجميّة([31]).
ترجع هذه النّظريّة إلى اللّغويّ الإنجليزيّ جون روبرت فيرث، وقال أصحاب هذه النّظريّة: إنّ المعنى يفسّر باعتباره وظيفة في سياق، فالسّياق وحده هو مَن يجد المعنى الدّقيق لأيّ نصّ لا العلاقات العقليّة بين الدّالّ والمدلول التي نادى بها سوسير والتي طوّرها كلّ من أوجدن ورتشاردز([32])، في مثلثهما المشهور.
أمّا أصحاب هذه النّظريّة فهم يهتمون بالجانب العمليّ أو الاستعماليّ ويتجاهلون كلّ ما سوى ذلك من دراسات تخرج عن هذا الإطار الاجتماعيّ للّغة، فالسّياقيّون ابتعدوا عن النّظرة العقليّة في تحديد المعنى ووضعوا بدلًا منها عناصر تكون مسؤولة عن توجيه دلالة النّصّ، يقول فتغنشتاين: لا تفتّش عن معنى الكلمة، وإنّما عن الطّريقة التي تُستعمل فيها([33])، وإنّ الطّريقة التي تُستعمل فيها الكلمة هي التي تصنّف دلالة هذه الكلمة ضمن الدّلالة الرّئيسيّة التي تتحدد معها الصّور الأسلوبيّة؛ لأنّ السّياق يحمل حقائق إضافيّة تشارك الدّلالة المعجميّة للكلمة في تحديد الدّلالة العامّة التي قصدها القائل([34]).
ومن أنواع السّياق ما يكون لفظيًّا وهو ما يعرف بـ(السّياق اللّغويّ)، ومنه ما يكون غير لفظيّ، وهو على قسمين: (سياق الموقف) وهو البيئة غير اللّغويّة التي تحيط بالخطاب وتبيّن معناه، و(سياق ثقافيّ) أي: الذي يعنى بتحديد المحيط الثّقافيّ الذي نشأ فيه النّص([35]).
وهذه النّظريّة تقوم على أنّ للّفظ معنى مركزيّ يسمّى بـ(النّواة)، معانٍ هامشيّة ثانويّة تكتسبها بفعل دوران اللّفظ المتجدّد في أنساق كلاميّة مختلفة، حتّى أضحى المعنى المركزيّ يدور في فلك المعاني الثّانويّة التي لا تفاضل بينها، وأصبح طريق رفع اللّبس في الدّلالة يمرّ عبر السّياق اللّغويّ أو الخطابيّ أو معاينة المقام الذي يتمثّل في المعطيات الخارجيّة أو النّفسيّة([36])، كما هو الحال في المعنى المركزيّ للأداة: الهمزة، التي هي أمّ باب الاستفهام، فيمكن أن يعتبر هذا هو المعنى المركزيّ للّفظة، وهناك معانٍ ثانويّة لها: كالتّسويّة، والإنكار، والتّقرير، والتّهكّم، والأمر، والتّعجّب، وغيرها من المعاني التي يمكن أن نعدّها ثانويّة([37]).
- نظريّة الحقول الدّلاليّة:
تُعرّف الحقول الدّلاليّة بأنّها مجموعة من الكلمات التي ترتبط دلالاتها ضمن مفهوم محدّد، مثلًا: حقل الحيوانات التي تدلّ على الحيوانات الأليفة أو المتوحّشة، وحقل الكلمات التي تدلّ على السّكن، وحقل الكلمات التي تدلّ على الألوان، وحقل الكلمات التي تدلّ على القرابة، أو أيّ قِطاع من المادّة اللّغويّة التي يعبِّر عن مجال معيَّن من الخبرة أو الاختصاص([38]).
وأصحاب هذه النّظريّة يقولون: إنّ دراسة معنى الكلمة يكون من خلال الكلمات المتّصلة بها دلاليًّا، فمعنى الكلمة إذن: هو محصّلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل المعجميّ([39]).
ومن فوائد هذه النّظريّة: سهولة التّوصّل إلى نوع العلاقة بين معاني الوحدات المعجميّة، ودراسة علاقات المعنى كـ(التّرادف، والتّضاد، و…) دراسة علميّة دقيقة، كما نجد لها تطبيقات في المجال النّحويّ([40]).
وهناك اتّجاهات متعدّدة حول تصنيف المفاهيم الموجودة في اللّغة، فمنهم مَن وضع تصنيف يصلح لكلّ اللّغات الإنسانيّة، غير أنّ أهمّ تصنيف في هذا الصّدد القائم على الأقسام الأربعة: (الموجودات، والأحداث، والمجرّدات، والعلاقات)، وقد وسّعوا هذه الأقسام، فالموجودات تفرّع منها: الحيّ وغير الحيّ، وللحيّ أجزاء تضمّ الحيوانات والطّيور والحشرات، كما تضمّ الإنسان وما يتّصل به كالقرابة والصّفات والمجموعات البشريّة، أمّا غير الحيّ فمنه الطّبيعيّ والمركّب أو المصنّع، والطّبيعيّ يقسم إلى جغرافيّ ونباتيّ ومائيّ وغير ذلك، والمركّب أو المصنّع يقسم إلى موادّ معالجة كالأطعمة والأدويّة وإلى موادّ ومنتجات مبنيّة كالسكن والحفريّات، وإلى موادّ ومنتجات غير مبنيّة كالأدوات الكتابيّة والآلات الموسيقيّة والصّور والنّقود والأثاث والأقمشة والأسلحة والملبوسات ونحو ذلك. وكما في الجدول:
[الجدول الأوّل: الموجودات]
أمّا الأحداث، فهي تقسم على: الأحداث الطّبيعيّة كالمناخ، والنّشاط الانفعاليّ كالحزن والخوف، والنّشاط الفكريّ كالإداراك والذّاكرة والتّفكير، والإحساسيّ كالشّمّ والتّذوّق والإبصار، ونحو ذلك، وكما في الجدول:
[الجدول الثّاني: الأحداث]
والمجرّدات تقسم على: الوقت والمقدار والجاذبيّة والجودة والسّرعة والطّاقة والعمر والعدد والمركز والمسافة وغير ذلك، وكما في الجدول:
[الجدول الثّالث: المجرّدات]
والعلاقات تقسم إلى المكانيّة والزّمانيّة والإشاريّة والعقليّة، وكما في الجدول:
[الجدول الرّابع: العلاقات]
أقول: فيما يخصّ حروف المعاني، فيمكن أن ندرسها ضمن نظريّة الحقول الدّلاليّة، حينما نصنع حقولًا دلاليّة تتضمّن أنواع الحروف وفقًا لدلاتها، والفائدة التي تقدّمها هذه النّظريّة أنّها تخلّصها من اللّبس الذي يحصل بسبب المعاني المشتركة للأداة الواحدة، فمثلًا تخلّصنا من الدّلالات الثّانويّة للهمزة، حينما نضعها في حقولها، أي حقل الاستفهام والنّداء والتّوبيخ وغيرها من الدّلالات التي تأتي بها، وكذلك الحال مع (ما)، و(لا)، وغيرها من الأدوات التي لها أكثر من دلالة، لاحظ المخطّط:
[مخطّط (4) نموذج دراسة بعض حروف المعاني وفق هذه النّظريّة]
يعد تشومسكي رائد هذه النّظريّة، وما يميّز هذه النّظريّة أنّها تطوّرت في مدّة زمنيّة قصيرة، وقد عمل تشومسكي على إسقاط بعض المبادئ التي تبنّاها عند وضعه للنّظريّة وزاد عليها مبادئ وآراء لم تكن فيها من قبل.
واللّغة عند تشومسكي هي إبداع؛ لأنّ الإمكانات الموجودة في اللّغة الإنسانيّة تجعل النّاطقين بها قادرين على الإبداع، ويظهر ذلك في ابتكار جمل وتراكيب لم يكونوا قد سمعوا بها من قبل، وهم في الوقت نفسه على قدر كبير من الوعي اللّغويّ([41]).
وتحدّث تشومسكي على وجهي الظّاهرة اللّغويّة عنده – أي: البنية السّطحيّة والبنية العميقة – أو كما سمّاها: الظّاهر والخفي، وعليه حدّد مصطلح: الكفاية اللّغويّة والأداء اللّغويّ، وقد أرجع العلماء هذه الفكرة إلى أصول فلسفيّة تعود إلى أفلاطون حول العالم([42]).
أي أنّ اللّغة عند تشومسكي ذات وجهين، بنية سطحيّة وبنية عميقة، أحدها ذهني خالص سمّاها: الكفاية، وهي التي لها القدرة على بناء إنموذج لغويّ ذهنيّ مشترك بين المرسل والمستقبل، والآخر عمليّ منطوق مسموع سمّاه: الأداء، وهو ذلك الوصف الذي يجعل اللّغة واقعًا حيًّا في المنطوق والمسموع، بحيث يتّحد الأداء الصّوتيّ مع المضمون الدّلاليّ، وبذلك يكون الأداء هو الصّورة الواعيّة التي تمثّل الصّورة المعقولة من اللّغة([43]).
اختلف المعاصرون في مصطلح هذه النّظريّة، فمنهم مَن سمّاها: النّظريّة البراجماتيّة، ومنهم مَن سمّاها: النّظريّة المقاماتيّة، ومنهم مَن سمّاها: بـ(الذّرائعيّة اللّغويّة)، وهناك مَن سمّاها: المقاصديّة([44]).
فكرة هذه النّظريّة تقوم على تحليل النّصوص أو المنطوقات تحليلًا كاملًا يجمع بين المكوّن اللّغويّ والمكوّن غير اللّغويّ، ويتمثّل المكوّن اللّغويّ في الجمل والتّراكيب المنطوقة، أمّا المكوّن غير اللّغويّ فهو يتمثّل في جميع المصاحبات اللّغويّة وغير اللّغويّة التي ترافق نطق المتكلّم، كالتّنغيم والنبر والحركات والإشارات والتّعبيرات الجسميّة ومعدّل الأداء الكلاميّ، فكلّ هذه القرائن المصاحبة – لغويّة كانت أم غير لغويّة – تتداخل في تحديد قصد المتكلّم، أو في الدّلالة على ما نطق به بدقّة([45]).
ويرى بيرس أن تصوّرنا للشّيء يقوم على تصوّرنا لآثاره العمليّة، أي: أنّ الطّابع الوظيفيّ للشّيء هو الذي يحدّد تصوّرنا له، إذ أنّ تصوّرنا لمعنى (الكهرباء) يعني مجموعة الوظائف التي تقوم بها في الواقع، كإنارة المصباح، ودوران الماكينات في المصنع، وشحن المولد الكهربائيّ، وشجن الجوّال، ويعني هذا أنّ معنى لفظة (كهرباء) هو ما تفهله([46])، أي: التّصوّرات التي لا تنتج عنها آثار لا معنى لها كما يرى بيرس.
وقد درس الدّكتور مسعود صحراويّ حروف المعاني، في باب الأفعال الكلاميّة، وكما هو معروف: إنّ أوستن قسّم الأفعال الكلاميّة على ثلاثة أقسام([47])، هي:
- الفعل القوليّ: ويكون بالتّلفّظ بشيء ما.
- الفعل الإنجازيّ: ويكون بإحداث شيء ما عند التّلفّظ.
- الفعل التّأثيريّ: ويكون بعد التّلفّظ بشيء ما([48]).
وقد بيّن الدّكتور صحراوي: إنّ حروف المعاني تتضمّن قوى إنجازيّة، يمكنها أن تتحوّل إلى أفعال كلاميّة في سياقات ومقامات مناسبة([49])، منها:
- العرض: يمكننا أن نحقّق هذا المعنى من خلال الأداة: (ألا)([50])، والعرض: هو الطّلب بلين ورفق، والفرق بينه والتّحضيض: إنّ العرض أخفّ من التّحضيض، قال المراديّ: ” إنّك في العرض تعرض عليه الشّيء لينظر فيه، وفي التّحضيض تقول: الأولى لك أن لا تفعل، فلا يفوتنّك”([51]).
- التّخضيض: ويمكن أن نحقّق هذا المعنى من خلال الأداة: (هلّا)([52])، والتّحضيض: هو الطّلب بشدّة كما بيّنا في نصّ أبي القاسم المراديّ السّابق، ويمكن أن يتحقّق هذا المعنى من خلال الأداة: (لولا) إذا اقترنت بالفعل المضارع([53]).
- التّوبيخ والتّنديم: ويمكن أن نحقّق هذا المعنى من خلال الأداة: (لوما) والتي قيل: إنّها لا تكون إلّا لمعنى التّحضيض([54])، ومنهم مَن جعلها للتّنديم([55])، ومنهم مَن جعلها للتّوبيخ والتّنديم([56])، علمًا أنّ التّوبيخ أشدّ قوّة من التّنديم([57])، وكذلك يمكن أن نحقّق هذا المعنى من خلال الأداة (لولا)، إذا جاء بعدها فعل ماضٍ([58]).
- الرّدع: يمكن أن نحقّق هذا المعنى من خلال الأداة: (كلّا)([59])، والرّدع هو الزّجر، وقد عرّفوه بأنّه النّهي بشدّة وقوة وتعنيف، وقد وردت في القرآن الكريم لتفيد معانٍ عدّة، منها: التّهديد والتّعنيف والإنكار([60]).
[مخطّط (5) يوضّح نظريّات دراسة المعنى]
الخاتمة والنّتائج:
ذكرنا في هذه الخاتمة (النّتائج) ما يخصّ حروف المعاني، فيمكن أن نقول: توصّلنا من خلال هذا البحث إلى:
- هنالك ثلاثة تقسيمات لأنواع المعاني، منها ما هو عند القدماء، ومنها ما هو عند المحدثين، وقد فصّلنا القول في التّقسيم الذي ذكره الدّكتور أحمد مختار عمر والدّكتور محمّد علي الخوليّ في كتابيهما عن علم الدّلالة.
- النّظريّة الإشاريّة: لا يمكن دراسة حروف المعاني – إن كانت مفردة – في هذه النّظريّة ، وأمّا إذا جاءت متّصلة بوحدات معجميّة أخرى فتدرس؛ لأنّه سيكون لها أثرًا في الخارج.
- النّظريّة التّصوّريّة: لا يمكن دراسة حروف المعاني في هذه النّظريّة؛ لأنّ هذه النّظريّة تقوم على التّصوّر والأفكار، وحروف المعاني ليس لها أفكار كما يقول أصحابها، وحروف المعاني هي من نقاط ضعف هذه النّظريّة.
- النّظريّة السّياقيّة: يمكن لنا أن ندرس حروف المعاني في هذه النّظريّة؛ لأنّها تعتمد على المعنى المركزيّ أو ما يسمّى بـ(النّواة) وهو كـ(معنى الاستفهام) في الهمزة، وتعتمد كذلك على المعنى الثّانويّ، كـ(معنى التّوبيخ، والتّعدية، والتّسويّة وبقية المعاني الثّانويّة للهمزة).
- النّظريّة التّداوليّة: يمكن أن ندرس حروف المعاني في هذه النّظريّة من خلال تقسيم أوستن لأفعال الكلام، فيمكن أن تُدرس من خلال الأفعال التّأثيريّة أو الأفعال الإنجازيّة.
المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم.
- إرشاد الفحول إلى تحقيق الحقّ من علم الأصول: محمّد بن عليّ الشّوكانيّ، تحقيق: الدّكتور شعبان محمّد إسماعيل، الطّبعة الأولى، دار السّلام، القاهرة – مصر، 1998م.
- أصول السّرخسيّ: أبو بكر محمّد بن أحمد السّرخسيّ، المتوفّى سنة 482 للهجرة، تحقيق: أبو الوفا الأفغانيّ، دار المعرفة للطّباعة والنّشر، بيروت – لبنان، 1973م.
- الأصول دراسة ابستمولوجيّة للفكر اللّغويّ عند العرب: الدّكتور تمّام حسّان، دار الشّؤون الثّقافيّة، بغداد – العراق، 1988م.
- البحث الدّلاليّ عند ابن سينا دراسة أسلوبيّة في ضوء اللّسانيّات: الدّكتور مشكور كاظم العوّاديّ، الطّبعة الأولى، مؤسّسة البلاغ، بيروت – لبنان، 2003م.
- البحث الدّلاليّ في حاشية السّيّد الشّريف الجُرجانيّ على الكشّاف: عليّ حكمت فاضل محمّد، الطّبعة الأولى، دار المناهج، عمّان – الأردن، 2020م.
- التّداوليّة عند العلماء العرب دراسة تداوليّة لظاهرة الأفعال الكلاميّة في التّراث اللّسانيّ العربيّ: الدّكتور مسعود صحراويّ، الطّبعة الأولى، دار الطّليعة، بيروت – لبنان، 2005م.
- الجنى الدّاني في حروف المعاني: الحسن بن قاسم المراديّ، المتوفّى سنة 749 للهجرة، تحقيق: فخر الدّين قباوة ومحمّد نديم فاضل، الطّبعة الأولى، دار الكتب العلميّة، بيروت – لبنان، 1992م.
- الخصائص: أبو الفتح عثمان بن جنيّ، المتوفّى سنة 392 للهجرة، تحقيق: محمّد علي النّجّار، الطّبعة الثّانية، دار الهدى للطّباعة والنّشر، بيروت – لبنان.
- دلالة الألفاظ: الدّكتور إبراهيم أنيس، الطّبعة السّادسة، مكتبة الأنجلو المصريّة، القاهرة – مصر، 1991م.
- السّياق والمعنى دراسة في أساليب النّحو العربيّ: الدّكتور عرفات فيصل المنّاع، الطّبعة الأولى، مؤسّسة السّياب (لندن)، منشورات الاختلاف (الجزائر)، منشورات ضفاف (لبنان)، 2013م.
- العدول التّركيبيّ في النّحو العربيّ دراسة تحليليّة في ضوء المنهج التّداوليّ: نجم عبد الواحد حسين الجيزانيّ، الطّبعة الأولى، دار الكتاب الجديد المتّحدة، بيروت – لبنان، 2019م.
- علم الدّلالة: الدّكتور أحمد مختار عمر، الطّبعة السّادسة، عالم الكتب، القاهرة – مصر، 2006م.
- علم الدّلالة: جون لاينز، ترجمة: مجيد عبد الحليم الماشطة، مطبعة جامعة البصرة، 1980م.
- علم الدّلالة أصوله ومباحثه في التّراث العربيّ: منقور عبد الجليل، منشورات اتّحاد الكتّاب العرب، دمشق – سورية، 2001م.
- علم الدّلالة (علم المعنى): الدّكتور محمّد عليّ الخوليّ، دار الفلاح، عمّان – الأردن، 2001م.
- علم الدّلالة دراسة نظريّة وتطبيقيّة: الدّكتور فريد عوض حيدر، الطّبعة الثّانية، مكتبة الآداب، القاهرة – مصر، 2016م.
- علم الدّلالة وآليّات التّوليد الدّلاليّ من بداياته إلى النّظريّات والتّطبيقات المعاصرة: أحمد درّاج، الطّبعة الثّانية، مكتبة الآداب، القاهرة – مصر، 2015م.
- اللّسانيّات المجال والوظيفة والمنهج: سمير شريف استيتيّة، الطّبعة الثّانية، عالم الكتب الحديث (عمّان)، ودار جدارا للكتاب العالميّ (عمّان)، 2008م.
- الكليّات: أبو البقاء الكفويّ، تحقيق: عدنان درويش ومحمّد المصريّ، الطّبعة الثّانية، مؤسّسة الرّسالة، بيروت – لبنان، 1993م.
- مبادئ اللّسانيّات: الدّكتور أحمد محمّد قدّور، الطّبعة الأولى، الدّار العربيّة، بيروت – لبنان، 2011م.
- مصطلحات الدّلالة العربيّة دراسة في ضوء علم اللّغة الحديث: الدّكتور جاسم محمّد عبد العبّود، الطّبعة الأولى، دار الكتب العلميّة، بيروت – لبنان، 2007م.
- معجم علم اللّغة النّظريّ: محمّد علي الخولي، مكتبة لبنان، بيروت – لبنان، 1980م.
- المعنى وظلال المعنى أنظمة الدّلالة في العربيّة: الدّكتور محمّد محمّد يونس عليّ، الطّبعة الثّانية، دار المدار الإسلاميّ، بيروت – لبنان، 2007م.
- مغني اللّبيب عن كتب الأعاريب: ابن هشام الأنصاريّ، المتوفّى سنة 761 للهجرة، تحقيق: الدّكتور عبد اللّطيف بن محمّد الخطيب، الطّبعة الأولى، المجلس الوطنيّ للثّقافة والفنون، الكويت، 2002م.
- موضّح أسرار النّحو: الفاضل الهنديّ، المتوفّى سنة 1135 للهجرة، تحقيق: الدّكتور عليّ موسى الكعبيّ، الطّبعة الأولى، العتبة الحسينيّة المقدّسة، كربلاء المقدّسة – العراق، 2015م.
- المنهاج في القواعد والإعراب: محمّد الأنطاكيّ، منشورات ذوي القربى، قم – إيران.
_________________الحواشي_________________
[1])) ينظر: علم الدّلالة (أحمد مختار عمر) 5.
[2])) ينظر: علم الدّلالة (أحمد مختار عمر) 11.
[3])) ينظر: علم الدّلالة (أحمد مختار عمر) 11.
[4])) ينظر: علم الدّلالة (أحمد مختار عمر) 11.
[5])) ينظر: علم الدّلالة (أحمد مختار عمر) 5و11.
[6])) ينظر: علم الدّلالة (محمّد عليّ الخولي) 25.
[7])) ينظر: علم الدّلالة (محمّد عليّ الخولي) 25و26.
[8])) ينظر: مصطلحات الدّلالة الحديثة 91 – 131.
[9])) ينظر: علم الدّلالة (أحمد مختار عمر)، 36 – 41، طبّقت هذا التّقسيم على رسالتي في الماجستير الموسومة بـ: البحث الدّلاليّ في حاشية السّيّد الشّريف الجُرجانيّ على الكشّاف.
[10])) ينظر: دلالة الألفاظ 106، وعلم الدّلالة (أحمد مختار عمر) 36.
[11])) الخصائص 2/442.
[12])) أصول السّرخسيّ 1/146.
[13])) إرشاد الفحول 1/96.
[14])) ينظر: علم الدّلالة (محمّد عليّ الخوليّ) 76.
[15])) علم الدّلالة (أحمد مختار عمر) 39.
[16])) ينظر: دلالة الألفاظ 85، والأصول دراسة ابستمولوجيّة للفكر اللّغويّ عند العرب 360.
[17])) الأصول دراسة ابستمولوجيّة للفكر اللّغويّ عند العرب 361.
[18])) ينظر: الأصول دراسة ابستمولوجيّة للفكر اللّغويّ عند العرب 384.
[19])) ينظر: علم الدّلالة دراسة نظريّة وتطبيقيّة 61.
[20])) إرشاد الفحول 2/522.
[21])) ينظر: مصطلحات الدّلالة العربيّة 126.
[22])) ينظر: مصطلحات الدّلالة العربيّة 127و128.
[23])) ينظر: نظريّة الـمعنى في النّقد العربيّ 70.
[24])) معجم علم اللّغة النّظريّ 243، والبحث الدّلاليّ عند ابن سينا 129.
[25])) ينظر: مقدّمة في علمي الدّلالة والتّخاطب 17 – 24.
[26])) ينظر: المعنى وظلال المعنى 113.
[27])) ينظر: علم الدّلالة (منقور عبد الجليل) 85.
[28])) ينظر: المعنى وظلال المعنى 114.
[29])) ينظر: علم الدّلالة وآليّات التّوليد الدّلاليّ 98.
[30])) ينظر: المعنى وظلال المعنى 115.
[31])) ينظر: علم الدّلالة (منقور عبد الجليل) 88.
[32])) ينظر: المعنى وظلال المعنى 117.
[33])) ينظر: علم الدّلالة (منقور عبد الجليل) 88.
[34])) ينظر: علم الدّلالة (منقور عبد الجليل) 89.
[35])) ينظر: السياق والمعنى 11-13.
[36])) ينظر: علم الدّلالة (منقور عبد الجليل) 89.
[37])) تناولها ابن هشام في مغني اللّبيب 1/74 – 97.
[38])) ينظر: علم الدّلالة (جون لاينز) 49.
[39])) ينظر: مبادئ اللّسانيّات 363.
[40])) ينظر: المعنى وظلال المعنى 125.
[41])) ينظر: اللّسانيّات، المجال، والوظيفة، والمنهج 173.
[42])) ينظر: علم الدّلالة (منقور عبد الجليل) 96.
[43])) ينظر: اللّسانيّات، المجال، والوظيفة، والمنهج 178.
[44])) ينظر: علم الدّلالة وآليّات التّوليد الدّلاليّ 146.
[45])) ينظر: علم الدّلالة وآليّات التّوليد الدّلاليّ 146.
[46])) ينظر: علم الدّلالة (منقور عبد الجليل) 101و102.
[47])) هناك تقسيم آخر قدّمه سيرل، وهو:
- الفعل القوليّ: وفيه يتلفّظ المتكلّم بكلمات وجُمل ذات سمات صوتيّة وصرفيّة وتركيبيّة تكوّن الفعل القوليّ، بكلّ سماته اللّغويّة خلا المستوى الدّلاليّ.
- الفعل القضويّ (الدّلاليّ): نسبة إلى القضيّة المنطقيّة، ويقوم على: الإحالة إلى مرجع، والإسناد.
- الفعل الإنجازيّ: وله مؤشّرات تدلّ عليه تغاير مؤشّرات المحتوى القضويّ.
- الفعل التأثيريّ: وهو الأثر الحاصل نتيجة فعل ما. ينظر: العدول التّركيبيّ في النّحو العربيّ 66و67.
[48])) ينظر: العدول التّركيبيّ في النّحو العربيّ، دراسة تحليليّة في ضوء المنهج التّداوليّ 60.
[49])) ينظر: التّداوليّة عند العلماء العرب 217.
[50])) ينظر: المنهاج في القواعد والإعراب 165.
[51])) الجنى الدّاني في حروف المعاني 382و383.
[52])) ينظر: موضّح أسرار النّحو 508.
[53])) ينظر: التّداوليّة عند العلماء العرب 218.
[54])) ينظر: الجنى الدّاني في حروف المعاني 609.
[55])) ينظر: التّداوليّة عند العلماء العرب 218.
[56])) ينظر: مغني اللّبيب عن كتب الأعاريب 3/453.
[57])) ينظر: الكليّات 382.
[58])) ينظر: التّداوليّة عند العلماء العرب 218.
[59])) ينظر: موضّح أسرار النّحو 511.
[60])) ينظر: الجنى الدّاني في حروف المعاني 578.
___________________________________________________________________________________________
اقرأ أيضًا: