أعداد المجلةالعدد الأول

مجلة روى العدد الأول

تحميل العدد الأول

تحميل العدد الأول – مجلة روى

 

افتتاحية العدد:

الحمد لله الذي خلق فينا أدوات التلقّي والسَّماع، وفطرَنا على حُبِّ الاسْتطلاع، وأرشَدنا إلى مَصارفهِ الحَقَّة، لنَمِيز الحقيقةَ بدِقَّة، فكانَ أبرزَ مَصارفهِ طلَبُ العِلْم والمَعرفة، فرَوَى بهِ ظَمأَنا إلى كلِّ ما نحتاجُ إلَيه، ويَظلُّ يَروِي كلَّ مَن يَنهَل منه ويَرِد علَيه.

أما بعد:

فإن المَجلَّات والصُّحُف قديمًا وحديثًا على أصناف: فمنها ذاتُ الحال العبثية الّتي وجودها كعدمه. ومنها ذاتُ الحال الآنية الّتي ما تكاد أن تُقرأ حتى تُركَن، وربما اتَّخذت سبيلها إلى أوضاع أخرى!

ومنها الصحفُ والمجلاتُ الرصينة، فهي تلك الخالدة بما حوته من صفو الفكر وعَذب الأدب ونقاء الثقافة.. ينهل منها الجيل بعد الجيل.. تروي عُطاشَى العلم والأدب، فينعكس رواؤهم منها إلينا، وإلى سلاسل بني آدم من بعد..

وهذا الصنف الأخير هو ما نرجوه لمجلتنا أن تكونه، وما الرجاء بضربٍ من الأمنيات، إنما هو عمل، وبالعمل يتحقق الأمل.

لذا مِن حَقِّ القرَّاء علينا أن نَعِدَهُم بأنَّ مجلَّتهم هذه لن تتنازل عن هذا الوصف، حتى لو لم تَنشر إلا مقالة واحدة، تحافظ بها على مكانتها التي تنبع من مكانة العلم سموًّا ورِفعة، أو أنْ تُوقِفَ مشوارها بعزةٍ وكرامة، دون أن تهويَ إلى القاع، أو تجاريَ السفَهَ الذي ينبو عنه ما صَحَّ مِن العقول والطباع.

على أنها أيضًا لا تضع الحواجز والحجُب أمام هواة الكتابة والأدب، الراغبين بنشر مشاركاتهم المتواضعة؛ فلو لم يجدوا مَن ينشر لهم، لَتَوقَّفوا عن المضي في درب القلم، ولَانْقطعَ سبيلُهم نحو تطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم ثم الوصول إلى مصافّ المحترفين..

* * *

ومهما يكن، فإن المجلة تشترط فيما تنشره من مشاركات: أن تتصف بالجدية، والمعالجة الهادفة.. وتنأى عن الاتصاف بالعبثية، أو الاستلاب، أو الاعتداء على الحريات، أو إثارة النعرات الطائفية والقضايا السياسية والغرائز الجنسية وسائر طبائع السوء..

فالعلم يعني البحث، والبحث أخلاق..

والأدب يعني الجمال، والجمال ذوق..

والعلم أيضًا فكرٌ، والفكر رفعة..

والأدب أيضًا شعور، والشعور ارتقاء..

فما تَحققَ فيه الخُلُقُ الحسن والذوقُ الجميل، كان حقَّه الارتقاءُ والرفعة.

ومن بابة الخُلق الحسَن، فإن أسرة التحرير تزجي الشكر الكبير، لمن تفضل علينا بالمشاركة في هذا العدد البكر، ممن تجاوبوا معنا بخير ما يكون من أمثالهم من أهل الفضل، وقد زادَنا بعضُهُم كرمًا بأن سمحَ أن ننتقي من مقالاته ونصوصه ما نشاء على مر الأعداد القادمة، فلعلنا إن شاء الله ننتقي لقرائنا ما يناسبهم ويسرّ قلوبهم، على أن تكون تلك المقالات والنصوص لم تأخذ سبيلها إلى نَشرٍ مُماثِل مِن قبل.

ومن بابة الذوق الجميل، فإننا نستعرض بإيجاز موضوعات هذا العدد مَعَ ذِكر ما تميزت به.

وقد ارتأينا أن نوزع موضوعات المجلة على أربعة أقسام ثابتة، فإن خلا أحدها عن شيء من المشاركات فإنه يُحجَب إلى حين وُرود ما يندرج فيه.

فالأول:

للدراسات، والمراد بها المقالات ذات الطابع البحثي، والتحقيق العلمي، وتشمل الدراسات المستقلة، والدراسات المرفقة مع نصوص التراث المحقَّقة.

والثاني:

للمقالات، وهي التي تخضع لفنون المقالة ومعاييرها، فكريةً كانت أو أدبية.

والثالث:

لِعالَم الكتُب، وفيه تُنشَر المقالة التي تُعنى بعرض كتابٍ ما، أو تسجيل مراجعة له، أو تقويمه، أو تلخيصه، أو مقارنته، أو نقد طبعة من الطبعات.. وقد يجتمع في المقالة غرضان من هذه أو أكثر.

والقسم الرابع:

لنشر النصوص الأدبية، من شعر، وقصة، وخاطرة، ومقامة، وغيرها من الأجناس الأدبية المتنوعة.

* * *

وقد اشتمل القسم الأول من هذا العدد على:

تحقيق منظومة في علل الزحاف، لبرهان الدين القيراطي (ت: 781هـ)، وهي منظومة لم تُنشر من قبل، تأتي  أهميتها من كونها نظمًا لأحد أعيان الشعراء، وأكابر الأدباء، وأفاضل العلماء، ممن كان ولا يزال أدبه حديث الناس، فاحتفوا به، وحرصوا على روايته ودراسته، وهو من تلاميذ شاعر عصره ابن نباتة. كما أنّ أهمية هذه المنظومة تتصل بأهمية موضوعها، إذ إنّ أهمية العلل والزحافات في الشعر، كأهمية الملح في الطعام -كما شبهها المحقق-، فالطباخ الماهر يعرف متى يستعمله، وفي أيِّ طعام يضعه، والمقدار الذي يتطلّبه، والنوع الذي يناسبه؛ فإن لم يكن كذلك أفسده، وهكذا الشاعر يعلم حاجته منها، وما تُكسِب شِعرَه من جمال، وما تُوصله من أحاسيس.

واشتمل هذا القسم أيضًا على دراسة أعدّها الأستاذ البحاثة عادل العوضي، عن المدرسة الفخرية ببغداد وعن آثار صاحبها فخر الدولة ابن المطلب بصورة عامة، فجاءت دراسة عزيزة، لحقبة تاريخية غنية بالأحداث المهمة وبالشخصيات المرموقة، وقد زودها بصور توضيحية لخرائط الأماكن.

كما اشتمل هذا القسم على دراسة أعدها الأستاذ صفاء البياتي، تتحدّث عن أثَر الأعْرافِ الإداريَّةِ في شُيوعِ الأخْطاءِ اللُّغويِّة، حيث يَشيع في بعض الخطابات الرسمية صيغ وعبارات هي محلُّ نظر ونقد في ميزان اللغة العربية والتركيب السليم، ومن هنا رأى الباحث أن  ينبه على إحدى هذه النماذج الشائعة في الخطابات الرسمية وهي عبارة (نرجو) و(يُرجى).

ومما اشتمل عليه هذا القسم من الدراسات: بحثٌ أعده فضيلة الدكتور عبد الباري الأنصاري، عن الفرق في المعنى بين كسر الخاء من كلمة (خطة) وبين ضمّها. ذلك أن هذا المصطلح يُستخدم بكثرة في الساحة البحثية والأكاديمية، فيُطلَق على الورقةَ العلمية الَّتي يتقدَّمُ بها الباحثُ، وتتضمَّن وصفَ مشروع بحثه الَّذي يرغبُ في العمل عليه؛ فأبان فضيلته عن أوجه كل منها في الاستعمال، وعن النطق الصواب لهذا المصطلح الذي يُستخدم اليوم.

ومن الدراسات في هذا القسم: مبحث أعدّه عضو أسرة التحرير الأستاذ حسن الرمضاني، متعلق بمباحث علم الدلالة، وهو عن استعمال جذر (ق.و.م) بدلالة السَّكَن، واقتصر فيه على نماذجه الواردة في القرآن الكريم.

أما المشاركات الواردة في القسم الثاني من هذا العدد:

فأوّلها مقالة للشاعر العراقي الكبير الدكتور وليد الصراف، ناسبَ أن نصدّر بها القسم لمناسبتها واقع الساحة الثقافية الذي تُعنى المجلةُ بمعالجته.

ومن المشاركات في هذا القسم مقالة للأستاذ علي حسين، يتحدث فيها عن أصناف الناس من حيث مواقفهم من الدين والمتديِّنين، وركَّز الحديث عن فئة سمّاها: الفِئة المتمدِّنة، فأحسنَ التوصيفَ والتشخيص، كما أحسنَ في الإشارة إلى العلاج، من واقع تجربته الشخصية.

ومن المشاركات في هذا القسم مقالة للأستاذ ياسين نزال، يعالج فيها مسألة التغيير الذاتي -التي تهم كل فرد منا- وذلك عَن طريق ما أسماه: أودية الهلاك والاستهلاك، وهو مدخل ذكي يحمل القارئ على التساؤل عن ماهية هذه الأودية؟ وما علاقتها بالتغيير الذاتي؟

ومن المشاركات في هذا القسم مقالة للعالم الكبير والمحقق الخبير الأستاذ عبد العزيز الساوري، يتحدث فيها عن بقايا مخطوطات  المدرسَتَين البغداديتيَن: النظامية والمستنصرية، كشف فيها عن وجود عشرات المخطوطات اليوم تعود إلى إحدى هاتين المدرستَين، وهي مخطوطات تتوزع اليوم على عدة مكتبات من مكتبات العالَم الخاصة والعامة.

ومن المشاركات في هذا القسم مقالة للأستاذ الشيخ مختار الطيباوي، يتحدث فيها عن المعرفة، وليس عن أي معرفة، وإنما عن المعرفة من المستوى الأول، المستوى الرفيع، المستوى الذي ينهض بهذه الأمة.

ومن المشاركات القيمة في هذا القسم مقالة للأستاذ الدكتور غسان عبد الخالق، تحدث فيها سعادتُه عن فئة من الكتاب والنقاد والمفكرين، وصفَهم بأنهم متقاعدون، لا من حيث الحقيقة الوظيفية، وإنما من حيث ما آلتْ إليه أحوالهم في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية!

ومن المشاركات في هذا القسم مقالة للشيخ رعد الحياني، يتساءل فيها عن سبب كون مدينة الموصل العريقة هي مدينة العلم والعلماء؟ ولو أردنا أن نُمْعن في التاريخ أكثر، لوجدنا الموصل أعظم من مجرد كونها مدينة للعلم والعلماء، فهي أرض الأنبياء، والحضارات.

ومن المشاركات في هذا القسم مقالة نفيسة للدكتور شوقي المعرِّي، يتحدث فيها عن مقومات التعليم، من خلال التركيز على أركانه الثلاثة: الطالب، والمعلّم، والمنهاج؛ فأتى في هذه المقالة على جُلّ ما يريد البوح به كلُّ تربوي يهتم لأمر التعليم وهو ينظر إلى الانحطاط الذي أصابه!

ومن المشاركات في هذا القسم مقالة عظيمة لسعادة الدكتور عزمي عبد البديع، يُبرز فيها شيئًا من الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم، بأسلوبه الشيق، ونظرته البلاغية النقدية الثاقبة.

ومن المشاركات المهمة في هذا القسم مقالة لفضيلة الدكتور محمود الزهيري، يتحدث فيها عن أثر النقد في الشعر، كاشفًا عن أهمية النقد وعلو مكانة النقاد، وعن كون الأدب والنقد رفيقان مختصمان، لكنهما في خصومة شريفة، يُعلِي كلاهما من شأن اللغة والذوق والفكر.

وأما القسم الثالث (عالَم الكُتب)؛ فاحتوى على مقالَتَين، الأولى دوَّنها الأستاذ الدكتور عبد الحكيم الأنيس، حَول يوميّات محقِّق، وهو الشيخ أحمد محمد شاكر، الذي أخرَجَ يومياتِه الأستاذُ أشرف عبد المقصود؛ فكانت المقالةُ فيها عرض وتحليل مقتَضَبان، ولم يُخلِها من نقده العالي.

والمقالة الأخرى دوَّنها الدكتور عبد الله الشمراني، ليكشف فيها عن أهمية معجم من المعجمات العربية الذائعة الصيت: معجم الفيروزابادي المسمى (القاموس المحيط).

وأما القسم الأخير المتعلق بالنصوص الأدبية؛ فقد شرّفَنا بالمشاركة فيه ثلة من الأدباء: الأستاذ الكبير حسان الحديثي، من خلال حكايته المشوقة: (عند باب الشيخ محمد)، وقصيدَتان في مديح خير البرية سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- بمناسبة شهر ربيع الأول الأنور، إحداهما للأستاذ الجليل عامر الرقيبة، والأخرى للدكتور الفاضل محمد غسان الخليلي، إضافة إلى قصة القاصة العراقية صفا عاطف، التي زيّنت هذا العدد بسردها البديع.

راجين -في آخر المطاف- أن نكون قد حققنا ما نصبو إليه من تقديم ثقافة أصيلة وفكر رصين وأدب جميل.

 

أسرة التحرير

 

محتويات العدد:

 

ت

المَوضوع الكاتِب

ص

1

مَنْظُومَةٌ فِي عِلَلِ الزِّحَافِ

لِبُرْهانِ الدِّينِ القِيراطِيّ

عمر ماجد السنوي

(محقق وباحث في اللغة العربية، من العراق)

14

2

المدرسـة الفخرية ببغـداد

وآثار فخر الدولة ابن المطلب

عادل عبد الرحيم العوضي

(محقق وباحث في التاريخ الإسلامي، من الإمارات)

32
3 أثَرُ الأعْرافِ الإداريَّةِ

في شُيوعِ الأخْطاءِ اللُّغويِّة

صفاء صابر البياتي

(محقق وباحث في اللغة العربية، من العراق)

43

4

الفَرقُ بينَ

الخِطَّة بالكسْر والخُطَّة بالضمّ

د. عبد الباري بن حماد الأنصاري

(أكاديمي وباحث في العلوم الإسلامية، من السعودية)

48
5 استعمال جذر (ق.و.م)

بدلالة السَّكَن

حسن طلال الرمضاني

(باحث في اللغة العربية، من العراق)

56

6

كائناتٌ لا نَعرف ماذا تعمَل؟! د. وليد الصراف

(كاتب وشاعر، من العراق)

64
7 الفئة المتمدِّنة! علي حسين

(تربوي وكاتب، من العراق)

66

8

أودية الاستهلاك والهلاك..

والتغيير الذاتي!

ياسين محمد نزال

(كاتب وباحث في العلوم الإسلامية، من الأردن)

70
9 بقايا مخطوطات  المدرسَتَين

النظامية والمستنصرية ببغداد

عبد العزيز الساوري

(محقق وباحث في التراث العربي، من المغرب)

77

10

المعرفة من المستوى الأول مختار الأخضر الطيباوي

(كاتب وباحث في الفكر الإسلامي، من الجزائر)

83
11 كُتّاب ونُقّاد ومُفكّرون متقاعدون! أ. د. غسان عبد الخالق

(أكاديمي وأديب وناقد، من الأردن)

88

12

لماذا الموصل مدينة العلم والعلماء؟ رعد طه الحياني

(باحث في العلوم الإسلامية، من العراق)

91
13 مقومات التعليم

(الطالب والمدرّس والمنهاج)

د. شوقي المعري

(باحث في اللغة العربية، من سوريا)

94

14

في الإعجاز البلاغي د. عزمي عبد البديع

(أكاديمي وناقد، من مصر)

100
15 النقد

وأثره في الأدب

د. محمود حسين الزهيري

(أكاديمي وناقد، من الأردن)

105

16

مِن يوميَّات مُحقِّق أ.د. عبد الحكيم الأنيس
(كبير باحثين أوّل بدائرة الشؤون الإسلامية، دبي)
115
17 القامـوس المحيط

والقابوس الوسيط

د. عبد الله الشمراني

(باحث في التراث والعلوم الإسلامية، من السعودية)

118

18

عند باب الشيخ محمد حسان الحديثي

(أديب وناقد، من العراق)

122
19 فِي حُزنِها سُمُوّ صفا عاطف

(تربوية وقاصة، من العراق)

130

20

يا سَـيِّد الـثَّـقلَين عامر الرقيبة

(شاعر وباحث في التراث العربي، من العراق)

142
21 قدوم خير الناس د. محمد غسان الخليلي

(شاعر وباحث في اللغة العربية، من سوريا)

144

 

 

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى