كائنات لا نعرف ماذا تعمل
في وسطنا الأدبي والإعلامي ثمة أناس لا تعرف ماذا يشتغلون!
هُم ما بين أنصاف بل أرباع بل أعشار مَوهوبين ومَوهومين، وتجار وانتهازيين، وعبيد يحتاجون إلى النخّاس ليجدوا سادتهم، وعبيد لا يحتاجون إلى النخّاس، وسماسرة نساء، ونساء مبتدئات، ومخبرين سريين، ومخبرين علنيين، ومحررين لا يعرفون القراءة والكتابة، ونقّاد لهم من الصفاقة ما يجعلهم يكتبون عن نص يخطئون في النحو والوزن عند قراءته، وأكاديميين تعد أُطروحاتهم في مكاتب استنساخ مقابل مال، ومتشاعرين يخصفون على عجزهم عن الوزن من ورقة توت النثر، وجواسيس ينقلون الأخبار إلى أصحاب المال والقوة، وينقلون أخبار أصحاب المال والقوة إذا وجدوا الأغنى والأقوى، ونافخي بالُونات، وبالُونات تعلو فتبدو أعلى من النجم نفسه، وناس تقول ما لا يُفهم، وناس لا تفهم ما يُقال، وفقاعات لا تنفثئ في عشرين عامًا، وطواويس تتحذلق، وقرود تتملّق، ولبلاب يتسلّق، وموسر يتصدّق، وحجارة تقف في الطريق، ورافعي شعار “اكتب عنّي لأكتب عنك”، و”ادعني لأدعوك”…
وفي الوسط الأدبي والإعلامي عالَم كاملٌ من الكائنات الحيّة التي إن وصفتها بالكلاب قاطعك الوفاء محتجًّا، أو قلتَ إنها حشرات أحجمت فللحشرات فوائد, كائنات أدنى قطعًا من الحشرات، تتعثّر بها وأنت تدخل جريدة، أو مجلّة، أو دار نشر، أو قاعة شعر، أو حرمًا جامعيًا، أو قاعة محاضرات، ويتعثر بها نصُّك عندما ترسله في بريد أو فضاء..
كائنات لها مكاتب في الأرض ومكاتب في الفضاء: تطنُّ، وترن، وتهمس، وتصرخ، وتلحن في اللغة، وتخطئ في الوزن، وترطن بالمصطلح..
كائنات أصبحت بتراكم الزمن طبقات من الأوساخ، و بيئة مترامية الأطراف، لها شبكات من الأدغال التي تتكاتف مع بعضها أو تتقاطع أحيانًا؛ فتسمع عواءً مقابل عواءٍ، وصفيرَ جنادب مقابل صفيرٍ، ونعيقًا ونقيقًا مقابل نعيقٍ ونقيقٍ، ونَهيقًا ومكاءً وتصديةً و…
وما أن يرتقي شاعر موهوب منبرًا -أو شاعرة موهوبة-، أو ينشر قاصٌّ أو روائيٌّ أو مسرحيٌّ أو مقاليٌّ موهوبٌ نصًّا، ويُعلن ناقدٌ رصينٌ عن موهبة، حتى تتلاشى جميعًا كما يتلاشى السَّراب عند التماع الماء الحقيقي، وكما تتوارى الخفافيش في وكناتها السرية المظلمة بمجرد أن تطلع شمس.
معلومات قيمة بس العناوين لازم تكون جاذبة اكثر والشخص الذي يهتم بموضوع بقرأ فيه بس هيك ما بكتشف معلو مات حلوة بجهات اخرى عشان هيك إلعبو بالعناوين شوي
شكراً جزيلاً لك على الملحوظة المهمة